القومية
القومية (Nationalism) هي شعور أبناء الأمة الواحدة بأن ثمة رابطة تجمعهم وتميزهم عن الأمم الأخرى، وقد تكون هذه الرابطة عرقية أو لغوية أو ثقافية أو حضارية أو تاريخية أو اقتصادية أو سياسية، يمكن تبسيط المفهوم وتعريف ومعنى كـ “جماعة من الناس تربطهم وحدة اللغة والثقافة والمصالح المشتركة”، أما الدولة القومية فهي منطقة جغرافية تتميز بأنها تستمد شرعيتها السياسية من تمثيلها لأمة مستقلة ذات سيادة، أي أنها توافق الكيان الجيوسياسي مع الكيان الثقافي والإثني.
تعريف ومعنى القومية ونشأتها
- استخدم الزعيم والسياسي الإيطالي “جويسيبي ماتزيني” مصطلح “القومية” للمرة الأولى عام 1835. وقد عرّفها بأنها “انتماء مجموعة من الناس لوطن واحد شرط أن يكون لهم تاريخ مشترك ولغة مشتركة واحدة في ذلك الوطن”، أما اصطلاحاً، فهي رابطة اجتماعية عاطفية تنشأ في المجتمع نتيجة الاشتراك في الوطن واللغة والتراث والجنس والمنافع،
- تهدف عادةً إلى الحفاظ على السيادة الكاملة على الوطن وذلك بتعزيز مصالحه، كما تهدف إلى الحفاظ على الهوية الوطنية وثقافة الأمة.
- نشأت القومية بمفهومها الحديث في نهاية القرن 18 الميلادي وتطورت في القرن 19، حيث قامت دولٌ على هذا الأساس. قبل ذلك، كان أساس الدول والحضارات قائمٌ على الدين وأحياناً على اللغات المركزية. على سبيل المثال، انضوت شعوب أوروبا في ظل الحضارة المسيحية وكانت اللعة اللاتينية هي اللغة السائدة التي جمعت تلك الشعوب آنذاك، أما في الشرق الأدنى والشرق الأوسط، فقد جمعت الحضارة الإسلامية الشعوب وسادت بينهم اللغة العربية.
- في أوروبا، ظهر المصطلح في القرن 19 الميلادي؛ وقد تبيّن أن بعض القائمين على الكنيسة في أوروبا اعتبروا أن المصطلح يتضمن إدانة أخلاقية، لأن مفهوم وتعريف ومعنى القومية يربط بين أفرادٍ يجمعهم تراثٌ واحد، ولكن يفرّق بينهم وبين غيرهم ممن لا ينتسبون إلى نفس القومية، أتت إدانة هذا المصطلح أيضاً لأنه يشير إلى أن الإنسان يعطي أفضلية عمياء لكل ما ينتمي إلى الأمة التي ينتمي إليها.
تعريف ومعنى الدولة متعددة القوميات
تعدد القوميات تعني التعايش بين قوميتين أو أكثر في نطاق جيوسياسي (دولة)، ومن هنا تبرز فكرة الدولة متعددة القوميات، وتعني وجود مجتمعات سياسية متعددة وتباين دستوري.
تتّسم الدولة متعددة القوميات باللامركزية الإدارية والسياسية، فنظامها الإداري يتباين ثقافياً، حيث يسمح بمشاركة مختلف فئات المجتمع وجماعاته، كما تتسم هذه الدول بوجود التعددية ورفض البيروقراطية وإعادة التوزيع، والاستقلالية واللامركزية والتنوّع والمساواة، إضافة إلى الديمقراطية التي تدعم التضامن الاجتماعي.