علم الاجتماع
يعرّف علم الاجتماع على أنه دراسة العلاقات الاجتماعية البشرية والمؤسسات، كما أن مجالات علم الاجتماع متنوعة ومتشعبة، حيث يهتم بدراسة الأسرة والدولة، الجريمة والعقاب، الدين والطبقة، وانقسامات الطبقات الاجتماعية والاقتصادية وطبيعة التفاعل بينهم لكافة المجالات في أراضي الفضاء المجتمعي، كما يدرس طبيعة التغيرات الثقافية والتحولات الجذرية للظواهر الاجتماعية، حيث يهتم بدراسة الظاهرة داخل المجتمع فقط، ولا يهتم للدراسات الأثنوجرافية “الوصفيّة”، فمن أهم الظواهر الذي يبحث فيها كالنزاع الأسري والعنصرية والطائفية والمشكلات الحزبية والجنسانية والسلوك المنحرف، وأي شيء يكون ظاهر أو غير مألوف في الثقافة، كما سيتم في هذا المقال تعريف ومعنى المجتمع في علم الاجتماع.
تعريف ومعنى المجتمع في علم الاجتماع
المجتمع هو مجموعة الأفراد التي تتشابه بالأفكار والمعتقدات والآراء واللغة والتقاليد والأعراف، ويعيشون داخل منطقة جغرافية محددة، كما تربطم العلاقات الاجتماعية التي تولّد عمليات التفاعل الإنساني، حيث لكل فرد وظيفة معينة تعمل على بناء الهيكل الاجتماعي الشامل، كما يشعر الأفراد داخل هذه الدوائر بالانتماء أو روح الجماعة، حيث يوجد علاقات وثيقة وعلاقات غير رسمية بين الأفراد، وتختلف طبيعة العلاقة بحسب الدائرة الاجتماعية وبُعدها عن محور الفرد، فالعلاقات الأولية للفرد؛ هي الأسرة والقرابة، والثانوية علاقة الأصدقاء، والثالثة زملاء العمل، والرابعة الجيران، والخامسة مؤسسات المجتمع المدني، والسادسة العلاقات العابرة؛ وهي التي تتكون من خلال تفاعل الفرد بالمراكز الحكومية أو الأسواق أو المؤسسات الخاصة، حيث يتم التفاعل بين جميع هذ العلاقات وتتقاطع مع بعضها البعض لتكوّن في نهاية المطاف بالبناء الاجتماعي؛ وهي شبكات العلاقات التي تتفاعل مع بعضها البعض كما تؤثر وتتأثر بالتغيّر الاجتماعي، وتغيّر المحاور الهيكليّة للمجتمع، كما من أهم العوامل التي تعمل على استمرار المجتمع هي الحاجة التبادلية؛ ويقصد بها الاحتياجات المتبادلة بين الأفراد، فلكل علاقة اجتماعية لها حاجة تبادلية، وقد تكون هذه الحاجة إما معنوية أو مادية، فالأسرة هي حاجة معنوية، وزملاء العمل هم حاجة مادية، حيث يوجد الكثير من تعريفات المجتمع من مختلف العلوم الإنسانية إلا أنّ الأكثر استخدامًا هو تعريف ومعنى المجتمع في علم الاجتماع.
الثقافة والمجتمع
يوجد هناك خلط بالاستخدام بين مصطلح الثقافة والمجتمع، إلا أن تعد الثقافة بمثابة القانون الضمني الذي يحرك العمليات والتفاعلات الاجتماعية، فالثقافة هي ذلك الكل المركب المعقد التي تحتوي على العادات والتقاليد والأعراف واللغة والدين والنظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقيم والمعايير وكل ما يكتسبه الفرد بطريقة عضو في المجتمع، فالمجتمع هو وعاءً للثقافة، كما أن الثقافة هي وقود المجتمع، حيث يختلف تعريف ومعنى المجتمع في علم الاجتماع عن تعريف ومعنى علم الإنسان في التركيز على العناصر الثقافية للمجتمع، وهذا بعكس علم الاجتماع الذي يهتم بالتركيز على دائرة العلاقات الاجتماعية.