يستأثر علم الاجتماع باهتمام القادة والمصلحين والمخططين ؛ نظراً لأهميته المتزايدة في جمع وتصنيف وتنظير الحقائق، والبيانات عن المواقع الاجتماعية والحضارية، وما يكتنفه من عوامل وقوى موضوعية وذاتية، تؤثر في أنشطة الإنسان، وتفاعله مع الجماعة والمجتمع على المستوى الرسمي والمستوى غير الرسمي .
لكن لهذه الحقائق والبيانات، التي يجمعها علم الاجتماع فائدتها العظمى في إرساء خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية، التي ترمي إلى تغيير بنى المجتمع التحتية والفوقية، ورسم قوانين حركة وداينميكية المجتمع، وفهم طبيعة العلاقة الجدلية بين الإنسان والمجتمع، بالإضافة إلى فاعليتها في فحص وتشخيص ماهية المشكلات الإنسانية التي يعاني منها المجتمع .
إلا أن علم الإجتماع لا يمكن أن يؤدي وظائفه الخطيرة ويحقق أهدافه القريبة والبعيدة، دون تكامل ووحدة أطره النظرية والفكرية، ودون تطور أساليبه المنهجية والبحثية، ودون قدرته على وصف وتحليل النظم الاجتماعية، التي يتكون منها البناء المؤسسي للمجتمع .
وفي الآونة الأخيرة، استطاع علم الاجتماع بفضل رجاله وأساتذته وباحثيه بلورة وتطوير مدارسه الفكرية والنظرية، بحيث أصبحت هذه تدرس عناصر وأركان المجتمع من زوايا إدراكية وفكرية مختلفة .
وتمكن العلم من تنمية مناهجه الدراسية العلمية، وتطوير أدواته البحثية، بحيث أصبحت أكثر قدرة وفاعلية في دراسة وتحليل المواضيع، التي يريد العالم دراستها واستيعابها وفهم مضامينها وأبعادها .
أخيراً، استطاع علم الاجتماع فرز أهم النظم الاجتماعية، التي يتكون منها المجتمع، وتحليلها إلى عناصرها الأولية، وربط بعضها ببعض، ودراسة عوامل سكونها ودايناميكيتها .
من مجمل ما سبق يمكننا تعريف ومعنى علم الإجتماع -كما أورده العالم أوجست كونتهوو- : (العلم الذي يهتم بدراسة الظواهر الاجتماعية دراسة عليمية، والكشف عن العلاقة بين الظواهر الاجتماعية) ، إذن، فالعلاقات الاجتماعية هي محط تركيز هذا العلم .
الموضوعات التي يدرسها علم الاجتماع: يتناول علم الاجتماع دراسة عدة مواضيع، أهمها :-
وصنف علم الإجتماع العلاقات الإجتماعية، التي تقع بين الأفراد والجماعات والمنظمات الاجتماعية الوظيفية التي يدرسها، إلى عدة أنواع، هي :-
- العلاقات الاجتماعية العمودية، التي يكون فيها الاتصال بين شخصين أو أكثر، يحتلون فيها مراكز وظيفية مختلفة، كالمدير والمدرس .
- العلاقات الاجتماعية الأفقية، التي يكون فيها الاتصال أو التفاعل قائما بين شخصين أو أكثر، يحتلون مراكز اجتماعية متساوية ومتكافئة من ناحية المنزلة أو الدور، كاتصال المعلمين معاً .
- العلاقات الاجتماعية الرسمية، والتي تدور حول الاتصال أو التفاعل الذي يتم بين الأفراد، والذي يتعلق بأداء مهام وواجبات رسمية مكلفين بها، فمن خلالها يتم تحقيق أهداف المؤسسة .
- العلاقات الاجتماعية الغير رسمية، ويتم فيها الاتصال أو التفاعل غير رسمي داخل المؤسسة بين أفرادها. ولا يتعلق هذا النوع من العلاقات الإجتماعية بالواجب والعمل، بل بأمور شخصية للأفراد .
فالعلاقات الإجتماعية -كما يحددها علم الاجتماع- تعبر عن طبيعة الما هى اسباب التي تحدد تكوينها وحدوثها .