يعتبر النفط المحرك الأساسي للتنمية والاقتصاد بما يشمله من صناعة وتجارة وخدمات، كما ان المنازل ووسائل النقل وما إلى ذلك تعتمد عليه، فكل شيء له ارتباط بالنفط وبمشتقاته، فلقد شكل اكتشافه ثورة وثروة، فقد كان ثورة لأنه شكّل نقلة وقفزة فعلية للحياة، فالحياة فشكل الحياة بعد النفط يختلق عن شكل الحياة قبل النفط، وقد شكل ثروة لأن الدول الفقيرة والتي اكتشف النفط فيها أصبح لها وزن وأصبحت تمتلك ثروات هائلة، وأصبح لها وزنها في الساحة العالمية بعد أن كانت لا شيء، وبعد أن كانت لا تذكر، كل هذا حققه وأكثر استطاع النفط تحقيقه، إضافة إلى ذلك وإذا أردنا ان ننظر لموضوع النفط من زاوية أخرى فإننا نرى ان النفط قد جلب الويلات والمصائب على العالم، حيث أن الصراعات بين الدول وهيمنة الدول على منابع النفط زاد بنسبة كبيرة إذ يعد النفط مصدر الطاقة الأول عالمياً، كما ان التلوث البيئي قد زاد أضعافاً مضاعفة بعد اكتشاف النفط، بسبب الغازات والأبخرة الضارة والتي تنتج عن عملية احتراق النفط، ومن هنا نستطيع ان نلاحظ وببساطة شديدة ان سيئات النفط لا يستهان بها أيضاً عند التدقيق والتمحيص.
في القرن الرابع للميلاد، وتحديداً في الصين، ذكر أن سكان الصين كانوا قد حفروا أول بئر للبترول، كما تم استخدام القار في القرن الثامن للميلاد في بغداد لرصف الطرق، والقار هو مادة ناتجة عن النفط يتبقى في قاع برج التكرير، ويقال له القطران أيضاً، أما القرن التاسع للميلاد فقد شهد أول استخدام اقتصادي للنفط حيث كان يستخرج من حقول البترول آنذاك، وكان هذا يجري تحديداً في أذربيجان، وقد وصف المستكشف والرحالة الإيطالي الأصل النفط، وقال عنه انه يخرج من آباره كحمولة السفينة. من هذه الروايات نكتشف أن النفط كان معروفاً لدى القدماء ولكن ليس كتعرف ما هو معروف الآن وليس كتعرف ما هو مستخدم الآن.
أما حديثاً فقد اكتشفت عملية تقطير النفط في منتصف القرن التاسع عشر تحديداً في العام 1853، حيث تم استخلاص مادة الكيروسين منه، كما وتم إنشاء أول منجم نفط في بولندا، أما العام التالي وهو العام 1854 فقد شهد بناء أول محطة تقطير للنفط، ثم وبعدها تم إنشاء أول معمل تقطير للنفط في روسيا في العام 1861. اما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد تم اكتشاف النفط لأول مرة في العام 1859، وكان نمو استخدام النفط في أمريكا بطيئاً حتى انتشر في القرن العشرين.