النفط
يعتبر النفط من مصادر الطاقة غير المتجدّدة؛ حيث تَكوّن على مدار مئات السنين من خلال تحلل جثث الكائنات الحية في المياه المالحة، وتعرضها للضعط والحرارة الشديدين، وتتجمّع المواد المتحللة في إحدى طبقات الصخور المكونة للقشرة الأرضية، ولكن كيف يستخرجه الإنسان من هذه الطبقات ليصل إلينا بالشكل الذي يمكننا استخدامه؟ هذا ما سنوضّحه خلال المقال.
طرق ووسائل استخراج النفط
في البداية يتمّ تحديد مواقع تواجد النفط في طبقات الأرض، من خلال قراءة الموجات التي تصدر عن هذه الطبقات الصخرية؛ فيعمل الجيولوجيون وعلماء الأرض على إحداث تفجيرات في المنطقة المجاورة للمكان المتوقع تواجد النفط فيه، ثم تتم دراسة الموجات الزلزالية لمعرفة أماكن تواجد النفط بالضبط، فكما نعلم أنّ الموجات تختلف سرعتها عندما تنتقل من وسط الى آخر، وبناءً على ذلك يتعرّف العلماء على وجود النفط في طبقة مُعيّنة من خلال انتقال الموجات من وسط صلب وهو الصخور إلى وسط سائل وهو النفط، كما يمكن استخدام أجهزة أخرى لمعرفة أماكن تواجد النفط مثل: أجهزة قياس الجاذبية الأرضية، وأجهزة قياس المغناطيسية.
تبدأ عمليّة استخراج النفط من خلال حفر آبار في الخزان الأرضي الذي يحتوي على النفط (يتواجد النفط في إحدى طبقات الصخور الرسوبية، بين مساماتها، وتسمّى أماكن تجمع النفط بالمكمن النفطي أو خزان النفط)، ويتم حفر أكثر من بئر للتأكد من استخراج كميات اقتصادية من النفط، ثم يتمّ وضع طبقة فولاذية على شكل أنبوب داخل الآبار لتمييز الآبارالتي تم حفرها مؤخراً عن الآبارالقديمة، ثم يتم إحداث ثقوب في أسفل البئر للسماح بالنفط بالتسرب الى داخل البئر، وحتى يتدفق النفط يُحفّز بعدّة وسائل منها: وضع ماء طبيعي بدلاً من النفط، أو رش طبقة من الغاز الطبيعي في أعلى البئر، بالإضافة إلى ضغط الأرض من الأسفل عليه، وتوضع صمّامات على فوهة البئر للتحكم بالكميات المتدفقة، في حالة تدفق النفط لوحده دون وسائل مساعدة يُسمّى بالتدفق الطبيعي.
بعد فترةٍ مُعيّنة قد ينخفض ضغط الأرض على النفط ممّا يجعله غير قادر على الارتفاع في البئر، ممّا يؤدي إلى استخدام الوسائل البديلة التي تساعد في دفع النفط للأعلى: مثل تسريب الغاز من الآبار المجاورة إلى بئر النفط حتى يزيد الضغط في البئر ويساعد على تدفقه، أو يمكن استخدام الماء من خلال حقنة في أسفل البئر(مكمن النفط) ليزيد الضغط للأعلى ممّا يدفع النفط خلال البئر، كما يمكن استخدام آليات خاصة تقوم بشفط النفط للأعلى، وهناك الطريقة الكيماويّة التي يتم فيها تغيير الخصائص الفيزيائية للصخور التي تحوي على النفط ممّا يجعلها أكثر نفاذية، وبعد أن يتمّ استخراج النفط يُكرّر ويُحوّل إلى أشكال مختلفة تُستخدم في مختلف مجالات الحياة.
