مقدمة
اهتم الإنسان منذ القدم بالمساحة الخضراء، واعتبرها الملاذ الوحيد الذي ساعده ليكون حياة طبيعية على هذه الأرض، فمنذ اللحظة الأولى التي نزل فيها آدم عليه السلام على الأرض بدأ يخسف من أوراق الشجر الذي استطاع الوصول إليها، وبدأ يواري بها عورته وعورة زوجته، وكان هذا التعامل الأول بين الإنسان والنبات منذ خلق الكون، وبعد ذلك وجدنا كيف أنه استطاع أن يكون قوائم مختلفة من الأطعمة التي تضمنتها النباتات بشكل عام، حيث إنّه لم يكن هناك أي بديل عنها، فالنبات من أكثر الأشياء التي خلقها الله على الأرض احتاجها الإنسان وتعامل معها منذ القدم حتى يومنا هذا.
كيف أعتني بالنباتات
والنبات كائن حي كالإنسان والحيوان تماماً، يتنفس ويتغذى، ويكون حياته الخاصة التي من شأنها أن تكون بمثابة حياة كاملة إن صحّ التعبير، وحديثنا اليوم عن أبرز الطرق ووسائل التي من الممكن أن تساعد الإنسان في الاعتناء بالنباتات بشكل كامل، بدون أن يكون هناك أي مشكلة فيه، وهذا الأمر ليس صعباً، خاصة إن كان هذا النبات منزلي، أي مزروعاً في المنزل أو في مزرعة صغيرة للعائلة، فالتعامل معها يكون أسهل بكثير من التعامل مع كميات كبيرة من النبات. ومن أهم الطرق ووسائل ما يلي:
تعريضها لأشعة الشمس
فالنبات يحتاج لأشعة الشمس بشكل كامل، ويكاد يكون الاعتماد عليها كبيراً جداً في عملية النمو، وعملية البناء الضوئي التي تقوم النباتات من خلالها بإنتاج مادة الكلوروفيل الخضراء التي تسهل نمو النبات من جهة، وتنتج غاز الأكسجين، والنبات كأي مخلوق آخر يحتاج لأشعة الشمس لأنها تعتبر عنصراً أساسياً في عملية التكوين، فلذلك نجد أن النباتات تذبل وتموت وتتساقط أوراقها في فصلي الخريف والشتاء، وهذا الأمر راجع لعدم قدرة النباتات على الحصول على هذه الأشعة.
تقليم الأطراف بشكل دائم
فالأطراف التي تكون قد ذبلت واصفرت لا بدّ من التخلص منها، وهذا أمر بديهي، ويعود السبب في التخلص منها إلى إتاحة الفرصة لنمو أطراف جديدة خضراء، وقادرة على إتمام عملية النمو، ولعلنا نجد أن المسؤولين عن المزارع الكبيرة يلجؤون بشكل دوري إلى تقليم أطراف الأشجار، وتهذيبها، وهناك اعتقاد بأنّ الانتهاء والتخلص من هذه الأطراف ناتج عن نموها بشكل غير متناسق، ومن الممكن أن تضرّ بالإنسان كأن يضرب بها بدون أن يشعر فتؤذيه.
قلع الحشائش الضار
والمعروف أن الحشائش الضارة هي العدو الأول للمزروعات سواء أكانت موسمية أو معمرة، فهي تعمل على امتصاص الماء والسماد الموجود في التربة، وأيضاً تؤذي أطراف النبات وجذورها بالكامل، ومن الممكن أن تدمر البنية التحتية للزرع بشكل كامل، حتى أنها قد تؤثر على الأشجار المعمرة، فتؤذي الجذور. والانتهاء والتخلص من الحشائش الضارة التي تنبت بين المزروعات من العادات التي اتبعها أهل الزراعة لأنهم يعلمون أنها لا فائدة منها، وأنها مضرة أكثر من نفعها.
سقايتها باستمرار
وهناك بعض المزروعات التي بحاجة كاملة للسقاية بشكل مستمر، فلا يكاد يمر يوم حتى تحتاج للماء، ومن أهمها المزروعات الصغيرة كالنعنع والمرمية والريحان وغيرها من المزروعات التي لها وقت محدد، وهذه المزروعات يجب أن يتم التعامل معها بشكل كامل بعيدا عن الاستهتار، وأيضاً هناك بعض المزروعات التي لها وقت محدد للسقاية، وإن تم سقايتها باستمرار فإنها تموت، وهذا الأمر يجب أن يكون معروفاً لدى المزارع أو الشخص الذي يتطوّع من أجل الحفاظ على البيئة الخضراء وحماية النباتات والعناية بها.
تسميد التربة
والمعروف أنّ هناك نوعين من السماء، فهناك الأسمدة الطبيعية الناتجة عن مخلفات الدجاج أو الأطعمة والحيوانات وغيرها، وهذه الأسمدة هي الأكثر فائدة للتربة من غيرها، وتساعد بشكل كامل في إغناء التربة بالعناصر التي تحتاجها، وهناك بعض المخلفات الصناعية، وهذه مرفوضة من ناحية الاستخدام، لأنّه من الممكن أن تحتوي على عناصر مضرة أكثر من منفعتها، وعليه لا بدّ من التعامل الجيد مع الأسمدة قبل الاستخدام.
الابتعاد عن المواد الكيميائية
فالمواد الكيميائية تعرف على ما هى إلّا مواد استحدثها الإنسان من أجل تسمين المزروعات، وتكبير حجمها، وهي في النهاية عبارة عن مواد مسرطنة قد تؤذي بشكل كامل بدون أن يشعر المرء بذلك، ولذلك كل ما عليك فعله أن تبتعد كل البعد عن هذه الكيميائيات وتأكد أن النبات الذي ينمو على مهله وبصورة أكثر بطئاً من غيره هو الذي يحتوي على الفائدة الكبيرة.
الانتهاء والتخلص من الحشرات الضارة
كثير من الأشخاص يحاولون قدر المستطاع التعامل مع الحشرات على أنها غير مؤذية أو غير ضارة، والحقيقة أن حشرة واحدة كفيلة بأن تؤذي شجرة معمرة بالكامل، ومن أهم الحشرات الضارة التي قد تفتك بالنباتات السوس، والدود والبق وغيرها، وهذا ما يسميه البعض تهاوناً في هذا الأمر، ويجب أن تكون الحاجة ملحة للتخلص من هذه الحشرات عن طريق الرش المستمر للأشجار حتى لا تنخر هذه الحشرات فيها وتؤذيها وتؤدي إلى هلاكها بشكل كامل.
ترك مسافة بين المزروعات
وهناك بعض الأمور التي يجب أن ينتبه إليها المزارع المنزلي، وهي أنه لا بدّ من ترك مسافة بين المزروعات، حتى لو كانت موسمية أو غير معمرة، لأنّ الجذور قد تمتد على بعضها، مما يؤدي لتوقف النمو وموت النباتات، وهذا ما لا تريده على الإطلاق، ويمكنك ملاحظة أن الأشجار المعمرة يجب أن تترك بينها مسافة في كل المزارع التي من الممكن أن تزورها، والأمر واضح وجلي، وإن سألت لعرفت أن تشابك الجذور يعني توقف النمو وبالتالي الموت.
ترك الثمار حتى تنضج بالكامل
وهناك من يتعامل مع الثمار على أنها يجب أن تؤكل حتى قبل النضج، وهذا ليس صحيحاً، فيجب أن تترك الفرصة للثمار لكي تنضج بالكامل، والكثير من الأطفال تجدهم يتناولون قضمة أو حتى أقل من ثمار غير ناضجة ثم يقومون بإلقائها على الأرض لأنها غير ناضجة من جهة، وليس لها طعم من جهة أخرى، وهذا أمر قد يؤدي إلى عدم نمو النبات مرة أخرى، وعدم ظهور الثمار بالكفاءة المعهودة التي كنت تنتظرها من هذه الشجرة.
أهمية وفائدة النباتات
وللنباتات أهمية وفائدة كبيرة يجب ألا يمر هذا المقال بدون أن نذكر حتى لو القليل منها، ومن أهمية وفائدة النباتات في المنزل ما يلي:
شكلها جميل
فالنباتات أو المساحة الخضراء التي يمكن تخصيصها للنبات في المنزل تعطي المكان مظهرا جميلا، يوحي بالراحة والاستقرار، كما وتمنحك المكان الملائم من أجل الجلوس والسهر والتعامل مع الآخرين في نطاق العائلة وغيرها، ومن الممكن أن تقوم بالنوم بين هذه الأشجار أو في هذه المساحة التي قمت بتخصيصها للزراعة، والسبب في ذلك تلك الراحة النفسية التي تعترينا بين الأشجار، والمتعة والهواء النقي وغيرها.
تمدّنا بالأكسجين
والمعروف أن النباتات أو الأشجار تقوم بسحب ثاني أكسيد الكربون من الجو، وتعمل على إعادة تكويره وتقدم لنا هواء الأكسجين الخصب، فالأشجار هي المصدر الأساسي للأكسجين المتجدد على سطح الكوكب، ولا يمكن التهاون في قلعها أو عدم الزراعة من وقت لآخر، لذلك كان لا بدّ من ذكر أهمية وفائدة النباتات لأن العزوف عن الزراعة أصبح كبيراً جداً، ومالت الاتجاهات للصناعة والتجارة وغيرها.