جيفارا
يعتبر المقاتل الكوبي تشي جيفارا من أشهر المقاتلين الثّوار في العصر الحديث، ولقد ذاع صيته في الآفاق حتّى أصبحت ذكراه تُشعل كثيراً من الحركات الثّوريّة في جميع أنحاء العالم، كما رفع الثّوار في كلّ مكانٍ صورته المشهورة التي أصبحت رمزًا للتّخلص من الظّلم والثّورة على الظّالمين، فكيف كانت حياة تشي جيفارا؟ وتعرف على ما هى أبرز مواقفه الثّوريّة؟
ولد تشي جيفارا في الأرجنتين عام 1928 لأسرة بسيطة، وقد أظهر جيفارا منذ نعومة أظافرة نباغةً وذكاء، وقد التحق بعد الدّراسة الثّانويّة بجامعة بيونس آيرس ليدرس الطّبّ، وفي أثناء دراسته لم يبد جيفارا الكثير من الاهتمام بالسّياسة إلا في السّنة الثّانية من دراسته حيث كلّف بالسّفر إلى البيرو لتطبيق دراسته بشكلٍ عملي، وتحديدًا في مصحّ لمرض الجذام على ضفاف الأمازون.
تعرّف جيفارا على معاناة النّاس هناك مع المرض والفقر، كما تعرّف على الظّلم الواقع على الكثير من النّاس من قبل الإقطاعيّين الذين كانوا يستعبدون المزارعين بنظام السّخرة، وعندما أنهى جيفارا تطبيقه العملي رجع إلى الإرجنتين لينهي دراسة الطّبّ ويتخرّج من الجامعة عام 1953، وبعد انهاء دراسته عزم جيفارا على السّفر مرّة أخرى إلى بلاد أمريكا اللاتينية، وقد كتب في رحلته مذكرات سمّاها رحلة شاب على دراجة ناريّة وقد رافقه أحد أعزّ أصدقائه فيها.
استقرّ جيفارا في ترحاله فترةً من الزّمن في غواتيمالا؛ حيث كان يحكمها أربينيز الرّجل الديمقراطي الذي كان يحلم بإقامة نظام اشتراكي يمحو مظاهر الرّأسماليّة وتطبق فيه العدالة الاجتماعية بين النّاس من خلال توزيع الأراضي على المزارعين بشكلٍ عادل، وقد استهوت تلك الافكار جيفارا ولامست شغاف قلبه فظلّ في غواتيملا عسى أن يسخّر جهوده في سبيل خدمة النّظام الجديد هناك إلى أن تمكّنت المخابرات الأمريكيّة بمعاونة عملائها في غواتيمالا من إسقاط النظام هناك فخرج جيفارا من غواتيمالا متّجهًا إلى المكسيك وهناك تعرّف على رفيق دربه فيدل كاسترو.
وفي المكسيك بدأت أولى الحركات الثّوريّة ضد نظام كوبا الاستبدادي بقيادة باتيستا حيث شكّل جيفارا مع كاسترو جبهة مقاومة انتهت بتحرير كوبا من نظام باتيستا، ثمّ إقامة حكم ثوري تولّى فيه جيفارا عدّة مناصب منها: وزير الصّناعة والتّجارة، ومدير المصرف المركزي الكوبي، وممثّل للبلاد في الأمم المتحدة والخارج.
ولم تغب روح الثّورة يومًا عن جيفارا، فنازعته نفسه التّواقّة دائمًا إلى قتال الظّالمين إلى أن يخرج لنصرة المظلومين في جميع العالم، فاختفى جيفارا عام 1965 وخرج من كوبا ولم يسمع عن أخباره أحد حتّى وصل خبر مقتله على يد القوات البوليفيّة حين كان مع مجموعة من المقاتلين البوليفيّين الثّوار وذلك عام 1967 .