جيفارا
تنتشر حول العالم صور وملصقات ورسومات جرافيتي لجيفارا، أحد أبرز ثوار أمريكا اللاتينية في الستينات وأهم قادة حروب العصابات في العالم الذي خلدت قصة حياته بمقتله على يد الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من الانتشار الواسع للصورة الشهيرة لجيفارا إلا أنّ العديد من الأشخاص لا يعرفون عن حياته سوى أنه كان ثائراً، رغم أنّ إرنستو جيفارا كان طبيباً ورحالة وبعد نجاح الثورة الكوبية أصبح أحد أبرز رجال الدولة ووزيراً للصناعة بها وممثلاً عن كوبا في الأمم المتحدة، كما ألّف جيفارا العديد من الكتابات عن رحلاته في فترة الجامعة وخبراته في حروب العصابات.
المولد والنشأة
ولد إرنستو تشي جيفارا في الأرجنتين في الرابع عشر من يونيو عام ألف وتسعمائة وثمانية وعشرين، وهو الابن الأكبر بين خمسة أطفال في أسرة من أصول أيرلندية وإسبانية، وعانى تشي كما كان يناديه كافة أصدقاؤه ورفاقه حتى وفاته من نوبات ربو حادة، إلا أنّه استطاع أن يبرع في العديد من الأنشطة الرياضية كالسباحة والرجبي، وكان راكباً للدراجات الهوائية والبخارية.
كان أبوا جيفارا من محبي الثقافة وكان منزله يحتوي على أكثر من ثلاثة آلاف كتابٍ، مما جعله مهتماً بقراءة الشعر والأدب، كما قرأ العديد من الأعمال الفكرية والفلسفية التي كانت متاحة أمامه، وانتقى كتابات احسن وأفضل المفكرين على مر العصور واستطاع في فترة مراهقته أن يضع أفكاراً مسجلة حول قراءاته المتنوّعة حلل فيها أفكار فرويد وماركس والعديد من كتاب أمريكا اللاتينية، حتى أنّ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية نشرت تقريراً شخصياً عنه وصفته فيه بأنه قارئ جيد ومثقف رغم أنّه من أمريكا اللاتينية التي اتّسمت بالفقر في تلك الفترة.
درس جيفارا الطب في جامعة بوينس آيرس، وأثناء دراسته الجامعية استطاع التفرّغ لمدة عام للقيام برحلة مع أحد أصدقائه لعبور أمريكا الجنوبية على دراجتين بخاريتين من أجل التطوع لمساعدة مرضى الجذام في مستعمرة مقامة لهم في دولة بيرو، وقد أثرت تلك الرحلة في أفكار جيفارا وزادت من سخطه على الرأسمالية واعتبر أنّ أمريكا الجنوبية ليست مجموعة من الدول ولكنها كيان واحد ذو ثقافة وهوية واحدة.
الثورة والوفاة
شارك جيفارا في الثورة الكوبية المسحلة منذ مرحلة التجهيزات والإنطلاقة من المكسيك إلى كوبا، وساهم جيفارا في المعارك وذاع صيته بشدة بين المزارعين الذين كانوا يقطنون في أماكن تواجد الثوار لعمله على رعايتهم صحياً وتعليمياً، وبعد نجاح الثورة تولّى جيفارا العديد من المناصب في الدولة الكوبية، إلا أنّه لم يتكيف مع ذلك الوضع واتجه إلى العمل الثوري في بلدان أخرى فسافر إلى الكونغو لمساعدة الثوار هناك، ومنها إلى بوليفيا حيث تم اعتقاله بمساعدة المخابرات المركزية الأمريكية وقتله في التاسع من أكتوبر عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين.