التدخين عادة سيئة وضارة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وأضراره لا تقتصر على المدخن فحسب كما لا يخفى على الكثير، بل على المحيط الخارجي بأكمله. وهو ضار بكل الجوانب المادية والأقتصادية والصحية وبعض الجوانب الإجتماعية وكثير غيرها، وإن كان في بعض الأوقات له بعض الإيجابيات الا أنه وبشكل عام مادة وعادة ضارةٌ جداً، ولنبدأ بالجوانب الصحية فمن المعروف ولا شك فيه أن التدخين ضار بمعظم أوكل أجهزة الجسم ابتداءاً بالقلب والرئتين والجهاز التنفسي كاملاً والجهاز العصبي كاملاً والدم والشفتين والجلد والجهاز التناسلي ومعظم أجهزة جسم الإنسان.
وبعض الأجهزة والأعضاء تتأثر بشكل مباشر وبعضها يتأثر بشكل غير مباشر نتيجة تعطل أعضاء أخرى، أو نقص في وصول الأكسجين في الدم إلى الأعضاء أو بسبب أرتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون بالدم ونقص الأكسجين أو بسبب قلة افراز النيكوتين من الغدة المخصصة لافراز النيكوتين وما ينتج عن التدخين لفترة طويلة من تقلص لهذه الغدة ثم توقفها عن العمل نهائيا وفقاً للقاعدة الطبية المعروفة ( من لا عمل له لا حاجة له).
السجائر تتكون كما يعرف الجميع من ورقة نبات التبغ حيث تكون هذه النباتات ذات أوراق عريضة ورائحة كريهة، حتى أن الحيوانات لا تأكل أوراق هذه النبتة، وكذلك فإن الأرض التي تزرع بنبات الدخان (التبغ) لا تصلح لزراعة أي منتج أخر الا بعد مرور 5 سنوات على الأقل من أخر عملية زراعة تبغ فيها وبعد تجديد الأرض بالأسمدة وقلب التربة بشكل جيد.
هذه ميزات ومضار التدخين على الحيوان والأرض ولكن مادة التبغ الناتجة من ورقة نبات التبغ لا تمثل كل محتويات السجائر، فالسجائر تتكون من التبغ ومن النيكوتين والقطران وأول اكسيد الكربون كمكونات رئيسية ومن مواد أخرى ضارة بالجسم، ويجب العلم أن السجائر كلما قلت نسبة النيكوتين والقطران فيها فهذا يعني إضافة مواد أخرى ضارة إلى السجائر لكي يتم تقليل نسب هذه المواد، أي أن خطرها فعلياً يزداد ولا يقل، الأضرار الطبية معروفة وكثيرة وكثير من يتكلم بها ويحاربها وهناك الكثير من الحملات والتبرعات التي تهدف إلى الحد من التدخين، وكثير أيضاًً من لإجراءات التي تم إتخاذها للحد من هذه العادة السيئة في الأماكن العامة والمطارات وأماكن العمل والأماكن المغلقة.
ولا يخفى على أحد أن التدخين هو السبب الأول والرئيسي لأمراض القلب وتصلب الشرايين والأوردة وإرتفاع نسبة الكوليسترول بالدم، وحدوث الأزمات الصدرية والسرطانات المتعددة مثل سرطان الرئة وسرطان الدم وبعض أنواع سراطانات الجلد وغيرها، وانه سبب في 17 نوع سرطان قد تصيب الأنسان. والمشكلة الرئيسية في التدخين هي المتعة واللذة في التعامل معه حيث يعتقد الكثير أنه يجلب حالة من الهدوء والاسترخاء خصوصا عند حالات العصبية المفرطه وأنه يساعد على النوم وما إلى غير ذلك من معتقدات خاطئة عند المدخنين خصوصا صغار العمر حيث يعتقد بعض الأطفال انه عندما يدخن أو يقلد أحد الكبار أو الشخصيات المعروفة أنه سيصبح مثل هذا الشخص.
إضافة إلى الأضرار الاجتماعية التي قد تنتج من لجوء بعض الأطفال إلى سرقة المال للحصول على السجائر أو لجوئهم إلى التسول أو ممارسة بعض العادات السيئة فقط للوصول إلى هذه السجائر، ومن أضرار التدخين التكلفة المالية للسجائر التي تستنزف جزء غير يسير من المال خصوصا اذا كان من نوع الأرجيلة أو السيجار أو البايب وغيرها من مظاهر التدخين الأخرى، ومن مضار التدخين أيضاً التدخين السلبي وهو استنشاق غير المدخنين لدخان سجائر المدخن وهذه يضر بغير المدخنين اكثر من المدخنين أنفسهم ويسبب مشاكل وعيوب صحية عديدة خصوصاً عند الأطفال.
وهناك مشكلة دينية تكمن في عدم مقدرة بعض الأشخاص على الصيام بسبب الإدمان على السجائر وحاجتهم المستمرة إلى مادة النيكوتين وخصوصا المدخنين لفترات طويلة حيث يصبح كل أعتماد جسمة على السجائر للحصول على مادة النيكوتين بسبب ضمور أو موت الغدة المفرزة للنيكوتين الطبيعي الذي يحتاجة الجسم، فبعد التدخين لفترة طويلة يصبح الممول الرئيسي للجسم من مادة النيكوتين هي السجائر والغدة لا تعمل بسبب اكتفاء الجسم بالنيكوتين الخارجي.
وبعد فترة طويلة من التدخين تموت هذه الغده ويصبح من المستحيل التخلي عن التدخين لحاجة الجسم طبيعيا من النيكوتين غير الطبيعي. غير أن القاعدة الدينية تقول لا ضرر ولا ضرار، أي لا يجوز لأحد أن يسبب الضرر لأي شخص آخر، إضافة إلى أن بعض أو معظم الفتاوي تحرم التدخين لما له من أثار سيئة على المدخن نفسة وعلى عائلته والمجتمع بشكل عام، ولو تأملنا الحديث الشريف ( أن من ترك شيئاً لله عوض الله خير منه) فهل تكون نياتنا صادقة بالمباشرة بترك التدخين ليعوضنا الله خيراً منه.