لطالما اشتهر العرب بالشعر قديما وحديثا، وكان من الوظائف الأساسية التي تبنى عليه معارف اللغة العربية حيث نرى اهتمام الأوائل واليوم تعريف ومعنى مصطلحاتهم الرئيسية باستخدام الشعر في اللغة العربية التي تعتبر لغة الموسيقى التي تعمل على ترتيب الأفكار ونشرها للمجتمع بشكل صحيح وتحميل وتنزيل أفكارهم الرئيسية العامة للتواصل مع المجتمع البشري الذي يعمل على تقديم أفكارهم بطريقة سهلة وبسيطه وبسيطة، ومن الأمور التي ذاع صيتها في المجتمع العربي انتشار الأشعار التي تحمل الطابع الذي يعمل على وضع القوالب الطائفية والمعتقدات الخاصة في الطابع الشعري فنرى من فرقة السنة الأشعار التي كتبت في الكثيرين والشيعة ومن كتب الأشعار في علي وآل البيت عليهم السلام، والصوفيين الذين اختاروا الطريق في مدح النبي بالأشعار التي غنوها فيما بعد وقدموها للمجتمع الإنساني بأحلى بهية، وعلى الرغم من أن الأشعار كانت تحمل اللون الذي يتم وضعه وفقا للمبدأ الخاص لكل فرد ونسبته الذي يعملوها بالضبط، وهذا يجعل الأمر رغم امتعاض البعض من لونه المتحزب والمتعنصر إلا أنه يملك جمالا في طرح الفكرة دون فرض القوة والاسلوب الجارح، فالشعر من الكلمات وعبارات اللطيفة التي تضع الأفكار في قوالب صحيحة بعيدا عن السب والشتم والقذف والأخلاق السيئة، وهذا يقدم الخيارات السليمة لجميع الفرق والطوائف مما ينتج عنه لاحقا العمل أيضا على مناقشة ومطارحة تلك القضايا بين الفرق والطوائف ليتحصل العلم منها والطريق السليم لفهمها دون نزعات العنف والاعتداء.
ومن الدواوين التي تبعت نفس النمط الشعراء العراقيين الذين أبدعوا في هذا المجال ومنهم جابر الكاظمي الذي يعتبر رئيس جمعية الشعراء والرواديد في إيران بعد إنتقاله إلينا، وهو من أتباع الطائفة الشيعية من المسلمين الذي تمتاز أشعارهم بالغالب في مدح علي وآل البيت وينحو عدد منها البكاء على سيد شباب أهل الجنة الحسين عليه السلام وهذا يجعلنا نفهم أشعاره لأي لون ستتجه، ومن الدواويين التي كتبها الشاعر جابر الكاظمي والتي اشتهرت عنه الدموع الناطقة والمكونة من عشرين ديوانا يشرح كربلاء الحسين وهذا يجعله من اتباع تلك الطائفة المتأثرين بتلك المعركة وقد شرح آهات آل البيت في تلك العصور الغابرة ويزيد من البكاء عليهم وشرح مآثرهم وأفضالهم وتقديماتهم، وهناك ديوان الأغاريد من جزئين فقط فهي تتطرق ووسائل إلى اللون العاطفي الذي يستحث القلوب لحب آل البيت وفضائلهم وكراماتهم، وقد أضاف إلى ديوان الأغاريد مدح المواليد الذين يولدون لأهل طائفته على عادة الشعراء العرب المتخصصين في المدح في القديم، وديوان أبو ذية جابر الكاظمي وهي تتناغم في توضيح المطلوب من الشعر بمدح نفسه والترابط بين الشعر الذي يكتبه والذي يكتبه غيره، ومنها ديوان ألف بيت في آل البيت والتي شرح فيها تاريخ آل البيت بالتفصيل من بداية معركة الجمل وحتى مقتل الحسين عليه السلام والعذابات التي سلطت على أبناء الحسين والحسن عليهما السلام فيما بعد.