هي رواية للكاتب المغربي محمد زفزاف، وهو روائي وقاص مغربي يعتبر من أهم الأدباء المغاربة المعاصرين وأحد أكثر الكتاب الذين يقرأ لهم في العالم العربي؛ وقد ترجمت بعض أعماله إلى لغات أخرى، ولد عام 1942م في سوريا، توفي عام 2001م.
وقد طبعت الطبعة الأولى عام 2004م من إصدار منشورات في ألمانيا، وتميزت الرواية بالفن النثري الأدبي، وتتحدث الرواية عن محاولة الإنسان للعيش حتى ولو كانت ظروف الحياة أقوى من الإنسان الضعيف، وهي في الواقع تمثل البؤس والشقاء والجهل والفقر الذي يعيشه الشعب المغربي الذي ينحدر من الطبقة الفقيرة، وتتحدث عن بعض الفترات العصيبة التي مرت بها المغرب وشعبها في فترة من الزمان والعصبية التي يمر بها الشعب المغربي في تلك الفترة.
وتتحدث الرواية عن بطلها الذي جسد المعاناة وهو ولد صغير السن يعيش مع والده الذي يتكاسل لإحضار لقمة العيش، وأمه التي تريده أن يذهب فيعمل في بيع الجرائد حتى لو كان على حساب صحته وكرامته، فهم يعيشون في بيوت من الصفيح قرب الميناء وهي منطقة مليئة بأمثالهم، حيث أفسدوا من حولهم والفقر أفسدهم.
وينظر الكاتب للطفل على أنه يكون في أول حياته يعمل بجد وبدون كسل وأيضاً بدون أن يكترث للشتائم التي من طرف حارس الميناء التي يبيع في بواخرها الجرائد، ومن مدير التوزيع الذي يشتري منه الجرائد، وكان دائماً ما يطمع في الصعود للبواخر للبيع للأجانب والحصول على العملة الصعبة أو علبة من السجائر الأجنبية، ويصف الروائي طريقة مقاومة الولد الذي كبر وأصبح شاباً بعمر 18 عام للمغريات والإسقاطات التي تكون أمامه، حيث أنه كان يرى أمامه الآلاف من حالات البغاء والسكر والإدمان، ولكن لم يستطيع الشاب المقاومة كثيراً لذلك إنجرف مع أهل منطقته في السكر والفجر المباح عندهم بسبب الفقر والجهل، وبسبب عمله الغير مجدي ولا نافع غير أنه يكسبه بعض الدنانير القليلة، وبعدها تسير أحداث القصة لتصبح أمه طامعة بأن تزوجه مثل سائر من في عمره في المنطقة المحيطة بهم في تلك الميناء الموبوءة بالفاحشة والفجر فيوافق على زواجه من فتاة تكون عرجاء في الأساس، ويستطيع أن يؤمّن منزلا من الصفيح ليقدر على العيش فيه مع الزوجة التي سيتزوجها، ولكن ما لبثت الرواية أن حولت عرس الشاب إلى مجزرة ومعركة بعد اكتشافه أن الفتاة التي خطبها لم تكن عذراء، وكان لها العديد من العلاقات الغير شرعية.
وبهذا أكون قد لخصت لكم الثمرة من الحديث والحوار في هذه الرواية التي اشتهرت بأنها تجسد حياة المغاربة البائسة التي لم يكترث لحالهم لا مسؤل ولا حاكم ولا عالم، فإن الله سيسأل كل راعٍ عن ما فعله برعيته، هل أمّن لهم الأساسيات للحياة الكريمة أم لا ؟.