قالوا أنّ خير جليسٍ في الزمان كتاب ، نعّم فهو رفيق لا يملّ منك حتى تملّ أنت منه وتدعه جانباً ، وهو رفيق تجده بجانبك إذا احتجت إليه ، وهو صديق طيّب يمدّك بالمعرفة ، ويُثري قاموسك اللغوي والمعرفيّ بكلّ تعرف ما هو مفيد وجديد.
والكتاب هو رفيق العلماء ، وهو نِتاج أفكارهم وخلاصة تجاربهم ، ففيه تجد عُصارةَ عقول العباقرة ، وفيه تجِِد حكمة الحكماء وسيّر الملوك والسلاطين ، وفيه تقرأ أخبار القرون السالفة ، وفيه تسافر وأنت جالس في مكان واحد ، نعم إنّه مركبٌ يطير بك في أرجاء الفضاء الرحب ، وتستمع من خلاله إلى أصوات مختلفة من ثقافات العالم.
ولكن هناك كثيرٌ من الناس لا يستطيع أن يقرأ كتاباً كاملاً ، فتراه يالبحث عن خلاصات لبعض الكتب ، أو أن يجتهد في قراءة نفس العنوان ولكن بكتاب أقلّ زخَماً أو أقلّ من حيث عدد الصفحات ، أو ربّما لجأ لإحدى صفحات الانترنت ليقرأ بشكل موجز عن موضوع معيّن ، إذن فتلخيص الكتب يُفيدُ كثيراً وخصوصاً لبعض الناس الذين لا تسمح لهم أوقاتهم بالإطّلاع على سائر تفاصيل الكتاب وجزئياته .
كيف تلخّص كتاباً
على الشخص الذي يُريد تلخيص كتابٍ ما ، أن يكون على إطّلاع عميق بكافّة تفاصيل الكتاب ، وأن يكون قد قرأه لعدّة مرّات ، وأن يكون على إطّلاع بما يُريده المؤلف من خلال كتابه .
كما على الشخص الذي يُريد تلخيص الكتاب ، أن يستخدم ألفاظه الخاصّة في تلخيص الكتاب ، وأن يستخدم كلمات وعبارات موجزة وذات دلالة واضحة وبعيدة عن الألفاظ الصعبة التي يستخدمها النصّ الأصليّ ( أي يستخدم كلمات وعبارات سهلة ومعروفة لدى الجميع ولا تتعارض مع المعاني الأصيلة).
كما على الذي يُريد تلخيص الكتاب ، أن يورِدَ كلّ الأفكار التي في الكتاب ، وأن لا يجتزئَ شيئاً من النصّ ، فلا توجد معلومة عير هامّة داخل الكتاب ، وإنّما يكون التلخيص بتقليص العبارات وكلمات وعبارات الزائدة وصياغة الأفكار بشكل جديد ولكن بكلمات وعبارات أقلّ.
ولتلخيص كتاب ما ، يجب أن لا يكون الملخَّص بالطويل المملّ ، ولا بالقصير المخلّ ؛ أي لا يجب أن تزيد العبارات وكلمات وعبارات عن حدّها الطبيعيّ وبالتالي تصبح كأنّها إضافة على النصّ الأصلي، وليس اقتضاباً منه ، كما لا يكون النصّ الملخصّ قصيراً ، مخلاًّ بالمعنى ، فاقداً للهدف الذي ينبغي التوصل إليه.
على الملخِّص للكتاب ، أن يركّز على المَواطِن التي تبدو فيها الأهميّة البالغة ، وعليه أن لا يُغفل بقية التفاصيل.