لسان العرب
معجم من أكبر معاجم اللغة العربيّة، استنبط مؤلفه ابن منظور محتواه من خمسة مصادر رئيسيّة، وهي: تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، معجم المحكم والمحيط الأعظم في اللغة لابن سيده، وتاج اللغة وصحاح العربية لمؤلفها الجوهري، وحواشي ابن بري على صحاح الجوهري، وكما استند إلى معجم النهاية في غريب الحديث والأثر لمؤلفه عز الدين بن الأثير.
يضم المعجم أكثر من ثمانين ألف مادة لغويّة، ويفوق القاموس المحيط بعشرين ألف مادة، ويعتبر من المعاجم الأغنى على مستوى اللغة العربية بالشواهد، ويمتاز بجودة الضبط واستعراض الروايات المتعارضة، والترجيح للأقاويل فيها.
ويقدّم ابن منظور في معجمه لسان العرب الاشتقاقات اللفظيّة المستمدة من أسماء الأشخاص والقبائل والأماكن، وكما يُصنّف هذا المعجم على أنّه موسوعة غنية بإرث أدبي ولغوي غزير يستمد محتوياته من مواد علمية، ويستعرض الاستيعاب الكامل لكافة المفردات التي تتضمنها اللغة العربية.
يُرتّب معجم لسان العرب ضمن أبواب وفصول وفقاً للترتيب الهجائي، ويفتتح ابن منظور كتابه بباب الهمزة وينهيه بباب الألف اللينة، ويدخل الترتيب للحرف الثاني الهجائي في الكلمات وعبارات التي يتضمنها الباب الواحد وفصوله، ويضم المعجم جذوراً لمفردات اللغة العربية يصل عددها إلى 9273 جذراً، موزّعة ما بين ثلاثي ورباعي وخماسي، فبلغ عدد الجذور الثلاثية 6538 جذراً، و2548 جذراً رباعيّاً، أما الجذور الخماسية فقد بلغت 187 جذراً فقط.
مؤلف كتاب لسان العرب
هو المؤرخ الاسلامي محمد بن مكرم بن علي أبو الفضل بن منظور الأنصاري، وكان أديباً في اللغة العربية وعالماً بالفقه الاسلامي، ولد في شهر محرم من عام 1232م، الموافق 630 للهجري، ويتبع لأصول إفريقيّة، وتضاربت الآراء حول مسقط رأسه فمنهم من قال إنّه في تونس وآخرون في ليبيا وغيرهم في مصر.
ينحدر من نسل الصحابي رويفع بن ثابت الأنصاري، تلقى تعليمه من أستاذه عبد الرحمن بن الطفيل والعالم الصابوني وغيرهم من الأساتذة والمشايخ، والتحق بديوان الإنشاء في العاصمة المصرية القاهرة للخدمة به، ونُصّب والياً لقضاء طرابلس.
المؤلّفات
خلّف ابن منظور عدداً ضخماً من الكتب والمؤلفات المطوّلة، ويعتبر معجم لسان العرب الأكثر شهرة بينها، ومن أهم مؤلفاته:
- مختصر زهر الآداب للحصري.
- مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر.
- مختار الأغاني.
- مختصر الحيوان لمؤلفه الجاحظ.
- مختصر نشوان المحاضرة للتنوخي.
- مختصر يتيمة الدهر لمؤلفه الثعالبي.
وفاة ابن منظور
صارع ابن منظور في السنوات الأخيرة من عمره المرض، إذ ألمّ مرض العمى به ولازمه حتى وفاته خلال شهر شعبان من عام سبعمئة وأحد عشر للهجرة، الموافق 1211 ميلاديّة.