كثيرٌ منّا في بعض الأحيان يأخذه التأمّل والتفكر في المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى ، ليجد المُتأمل نفسه أمام أسئلة كثيرة تدور في ذهنه حول هذا العالم الغريب الذي كلما تكشّفت له عنه إجابة أثبتت له دقة هذا الخلق المُتقن الذي منحه الله لكافة مخلوقاته .
ومن تلك المخلوقات التي كانت دائماً مثالاً مميزاً فيما حملته من صفات ووظائف تقوم بها وبما تنتجه "النحلة" .
الحشرة التي طالما أخذك عالمها الغريب المليء جمالاً في عمل خلياتها والذي يُخيّل لك وأنت تطلَّع على معلوماته وكأنك تقف أمام منظومة جَعَلت لنفسها عالماً يوازي عمل مجموعات منظمة من البشر في احدى وظائفهم مانحاً لك نهاية المطاف ذاك المذاق الطيب"العسل" .
ومن هنا قد يطرق ووسائل ذهنك وانت تتأملها اسئلة عدة منها كيف تتنفس هذه الحشرة وهل تتنفس كسائر الخلوقات أو البشر ؟
والنحلة مثل كثير من الحشرات ليس لديها رئتان إلا أنّ الله منحها جهاز تنفسي متقناً للغاية وهو عبارة عن اكياس هوائية وانابيب تسمى "القصبات الهوائية".
وتنتهي القصبات الهوائية بتفرعات كثيرة تمتاز بالدقة متصلة نهاياتها بخلايا الجسم ويتم تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون من دون أي وسيط ، وأمّا الهواء فيدخل عن طريق الثغور التنفسية أو "الأكياس الهوائية" مُتجهاً إلى غرف هوائية تمتاز بجدارها الرقيق.
وهذه الغرف تابعة للقصبة الهوائية وهي عبارة عن انتفاخات من أفرع القصبة الهوائية الطويلة تكون كبيرة الحجم في الحلقتين الثانية والثالثة ويُلاحظ بأنّ إتساعها يقل عند مؤخرة الحشرة ، وتخرج منها عدّة أفرع من القصبات الهوائية ممتددة الى الظهر والبطن .
الثغور التنفسية: ويبلغ عددها عشرة أزواج:
الأول: ويُعد أكبرها يقع بين الصدر الأمامي والمتوسط .
الثاني:يعد صغيراً ويقع بين الصدر المتوسط والخلفي.
الثالث:فيقع على ال "propodeum" وهو عبارة عن الحلقة البطنية الاولى .
- ومن ثم ستة ثغور وتكون تحديداً في البطن .
- والثغر التنفسي العاشر فهو لا يُرى من الخارج .
وتساعد هذه الثغور العشرة النحلة على التنفس براحة مما يساهم على أن تقوم النحلة بعملها دون أي إجهاد وتعب، كما تمتلك هذه الثغور أجهزة تقوم على إغلاقها وفتحها كي تتحكم في حركة تبادل الغازات .