أن تمتلك القدرة على التلخيص، يعني أن يصبح الموضوع الذي قمت بتلخيصه بين يديك، فهماً وحفظاً، مع عدم الحاجة لكثير من المراجعة حال النسيان.
ومع ضرورة ادراك أن لكل منا تلخصيه، فإن بعض من عرف التلخيص قال إنه: إبراز النص الأصلي بأسلوب كاتب التلخيص في عدد قليل من الكلمات وعبارات مع الحفاظ على صلب النص المكتوب.
وحتى تتشجع لعملية التلخيص لا بد أن تعلم أن التخليص عبارة عن تدريب عملي على الكتابة المكثفة والمراجعة السريعة لكم كبير من المعلومات، وتمكنك من الاستيعاب والتركيز، ليس هذا فقط، بل تشكل لديك مهارة التقاط النقاط المهمة في كل موضوع، مع الممارسة والتكرار.
التلخيص ليس في الدراسة فقط بل هو منهج حياة، فبه توفر الوقت والجهد، والكثير من الأمور بتلخيصها تصبح سهلة الفهم والتعامل، فضلاً على ذلك فإنها تمنح القارئ نظرة عميقة فيما يكتبه ويلخصه لاحقاًْ، مما يولد لديه الثقة بالنفس.
عملية التلخيص تأتي لا مراحل، ولا يفضل البدء فيها دفعة واحدةً، لما في ذلك من إضعاف لجودة التلخيص، الذي تعتمد عليه العديد من المؤتمرات العلمية، فضلاً عن الطلاب الدراسين، وهواة القراءة.
في البداية ابدأ بالقراءة الاستكشافية، لتحدد الأفكار الرئيسية في النص، البعض يقوم بوضع خطوط تحت الأفكار، وآخرون يدونوها على ورقة خارجية.
ثم حاول التمييز بين المهم من غيره من الأفكار التي حُدّدت، وإهمال تعرف ما هو ليس ضرورياً، البعض يلجأ لترقيم الافكار حسب أهميتها.
بعد ذلك تشرع بكتابة تلخيصك، لا تحاول الاطلاع على النص الاصلي، فقط اعتمد على مدى استيعابك للفكرة، فبذلك تحقق القدرة على إتقان التلخيص الخاص بك، ومع الوقت سيصبح الامر أكثر سهولة.
عقب الانتهاء من التلخيص، لا تعتقد أنك انتهيت، بل عليك مطابقة تلخيصك بالنص الأصلي، ومدى التطابق بين الافكار الرئيسية لكليهما.
خلال هذه الخطوة، عليك أن تدرك أنه لا يجوز التعديل والتحريف في المادة الملخَّصة، وأن ترتب الأفكار حسب الاهمية –كما ذكرنا آنفاً-، لتتخلص من الهوامش، والاسهاب في الأفكار، والأمثلة المكررة، مع الاشارة للمراجع والاصول.
لا بد من مراعاة أن تأخذ كل أقسام الكتاب حقها، فلا يطغى جانب على آخر، واحرص على أن تعرض الأفكار في تسلسل واضح، مع الحفاظ على أساس الفكرة، حتى تصبغ التلخيص بصبغتك.
عند تلخيصك لفقرة ما يمكنك الاكتفاء بذكر الجمل الرئيسة، وعند تلخيص المقالة، اعمل على حذف الفقرات ذات الأفكار غير المهمة، وادمج بعض الفقرات عند الضرورة، ليصبح لديك مقال جديد مصاغ بطريقة ملخصة مع تطابق تسلسل أفكاره مع المقال الاصلي.
أما عند تلخيص الكتب فهناك عناصر لا بد أن يتضمنها كل تلخيص، فمثلاً اقسام الكتاب وأبوابه ومباحثه لا بد أن تورد في التلخيص، مع التطرق ووسائل للكاتب ومؤلفاته إن أمكن، واسم الكتاب ومناسبته مع الربط بين أبواب الكتاب، وكثيرون ينسون ذكر تفاصيل الكتاب كعدد صفحاته وسنة الطباعة ودار النشر وغيرها من التفاصيل المدونة على الكتاب.