ابن خلدون
هو عبد الرحمن بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، وهو أحد أعظم المؤرخين في الجزء الشمالي من قارة إفريقيا، يعود أصله إلى بلاد الأندلس؛ حيث كان أجداده يتولّون مناصب مختلفة آنذاك ومنها السياسيّة والدينيّة، وكانوا أصحاب نفوذ وجاه كبيرين، وعلى الرغم من ذلك ترك أهله هذه البلاد وقدموا إلى تونس، وكان ذلك خلال فترة حكم الدولة الحفصيّة.
تعقّب ابن خلدون نسبه الذي يعود إلى سلالة الصحابي وائل بن حجر، وعلى الرّغم من ذلك لم يدّعي بأنّه يعلم كامل أجداده وفي النفس وقته لم يؤكد إن كان عربيّاً، ويعتقد الكثير من العلماء بأنّه هو من أسس علم الاجتماع الحديث، ويعتبر أباً للتاريخ؛ بسبب ما توصّل إليه من فكرٍ بشريّ في مختلف العصور والأمم، وكان رائداً في الاقتصاد وذلك عندما شرح دور العوامل الاقتصادية، وعلاقات الإنتاج، والفكر الإنسانيّ، ويعدّ الفقية الزيتوني الإمام ابن عرفة أحد أساتذته الذي تعلم على يديه الكثير.
مولد ابن خلدون
ولد ابن خلدون يوم الأربعاء؛ وهو اليوم الأول من شهر رمضان 732 هجريّة أي 1332 ميلاديّة في تونس، وتحديداً في الدار التي تهتم بنهج تربة الباي، ولم يكن هو الوحيد من أسرته صاحب علم وأدب، وإنّما تربّى في أسرةٍ تهتم بالعلم، واستطاع خلال طفولته حفظ القرآن الكريم، ويعتبر المعلم الأول له والده، وعند توجه إلى مدينة بسكرة تزوج إحدى بناتها، وفي عام 1356 ميلاديّة ذهب إلى فأس وأصبح فرداً من مجلس أبو عنان المريني، الذي جعله يتولى أمور الكتابة للأحداث التي حدثت في عهده.
وفي عام 1363 ارتحل إلى بلاد إسبانيا وتحديدياً في غرناطة، ثم إلى إشبيلية، ثم عاد إلى بلاد المغرب العربي وتحديداً إلى الجزائر حيث قلعة ابن سلامة، وبقي هناك لمدّة أربع سنوات قضاها في تأليف كتابه الشهير كتاب العبر أو مقدمة ابن خلدون، وأنهى كتابته في بلده تونس، وقدّم للسلطان التونسيّ آنذاك نسخةً من الكتاب، بالإضافة إلى طلبه من السلطان بأن يذهب إلى بلاد الحجاز؛ ليقوم بأداء فريضة الحج.
ركب ابن خلدون في سفينة عائدة إلى الإسكندريّة في مصر، وبعد وصوله ذهب إلى القاهرة والتي أقام فيها بقيّة حياته التي تُقدّر بربع قرن من سنة 784 هجريّة إلى 808هـ، وتولّى منصب القضاء المالكي باعتباره فقيهاً، وخصوصاً أنه درس في مسجد القبة في طفولته، وتوفّي ابن خلدون يوم الجمعة في 28 من رمضان لعام 808 هجريّة عن عمر 76 عاماً، ودفن في شمال القاهرة بالقرب من باب النصر.