جميع الملل الإبراهيمية شرعت الصلاة على أتباعها، اليهود و النصارى و أتباع الرسالة المحمدية الخاتمة، حيث أن هذه الصلاة تختلف أشكالها و طريقة تأديتها من ملة إلى أخرى، و لكن المضمون يبقى واحداً في النهاية و هو التقرب من رب العالمين طمعاً في رضاه وإظهاراً لمحبته التي تعتمر قلوبنا و شكراً له على ما أنعم به علينا و تفضل. أما فيما يختص بمن اختاروا الرسالة الخاتمة ملة لهم، فالصلاة تكون صلاة جسدية تؤدى عن طريق الحركات الجسدية و هذا هو الظاهر، أما الباطن و هو الأهم، فيجب أن تخضع كافة الجوارح لله رب العالمين استشعاراً لعظيم فضله و كرمه و منته علينا، إذ يجب أن يكون القلب متصلاً بالله، فالحركات الجسدية لا توفر سبل الاتصال بالله تعالى، لأن الاتصال به هو من مهام القلب و ليس من مهام الجسد، فالصلاة إذا جردناها من معانيها الروحية التي تمثلها، تستحيل إلى حركات ميكانيكية بحتة لا معنى لها. فحتى تستوفي الصلاة أغراضها و حتى تعمل على رفعة القيم الأخلاقية و الإنسانية في نفس المصلي يتوجب استشعار القرب من الله والانعزال التام عن الدنيا خلال فترة الصلاة، و من هنا يكون الإنسان قد تزود بالطاقة الروحية التي تؤهله و تعينه على إكمال يومه.
تصلى الصلاة بشكل منفرد أو بشكل جماعي، و سواء كانت المصلي يصلي منفرداً أو في جماعة مع عدد آخر من المسلمين، فهناك طريقة لا بد عليه من أن يتبعها، فيتحضر للصلاة بالوضوء و إخلاص النية لله تعالى، ثم يكبر تكبيرة الدخول في الصلاة ثم يقرأ سورة الفاتحة ثم يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم و بعدها يركع ثم يسجد سجدتين ثم يجلس و يقرأ التشهد فالصلاة الإبراهيمية ثم يسلم عن يمينه و عن شماله. حيث ان هذه الدورة تسمى بالركعة، و كل صلاة تختلف من حيث عدد الركعات، فالفجر ركعتان و الظهر و العصر والعشاء الأبع ركعات أما صلاة المغرب فهي ثلاثة ركعات.
وإذا أراد أن يصلي المسلم مع جماعة من المسلمين، فيجب أن يكون هناك إمام يؤدي الحركات المذكورة مسبقاً ثم يتبعه المأمومون، ومن هنا، حيث يتقدم الإمام على باقي المصلين كالقائد أمام الجنود قبل بداية المعركة في المعارك القديمة، أما إذا أراد اثنان أن يصليا صلاة الجماعة، فيتوجب على أحدهما أن يتقدم للإمامة، ثم يصلي الآخر بجانبه ومتأخراً عنه بخطوة، ويتبعه في صلاته وفي كل ما يؤديه من أركان الصلاة وواجباتها.