الصلاة
من أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين الصلاة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على كل مسلم بالغ عاقل، والتي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: "العهد بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"؛ ولذلك من المهم أن نعرف طريقة هذه الصلاة بالطريقة الصحيحة، من غير زيادة أو نقصان، حيث إن الصلاة عدة قواعد مقسمة على حسب ما أوردها الشرع الإسلامي بالكتاب الكريم والسنة المطهرة.
إن الحركات والكلمات وعبارات التي نقوم بها أثناء الصلاة تختلف بأحكامها، كما أن للصلاة شروطا، وأركانا، وواجبات، وسننا، ولذلك سنفصل كل شيء أثناء إدراج طرق وخطوات إقامة الصلاة على حسب حكمه.
شروط الصلاة
إن هذه الشروط من قواعد الصلاة، وهي أن يكون المصلي مسلما، وبالغا، وعاقلا، ومميزا لما يفعل، وهو ما بلغ السبع سنين فما فوق، وأيضا من الشروط أن يرفع الحدث، كالوضوء من الحدث الأصغر أو الاغتسال من الحدث الأكبر، ويشترط أيضا إزالة النجاسة عن الملابس أو المكان، وستر العورة، ودخول وقت الصلاة، واستقبال القبلة، والنية.
طرق وخطوات أداء الصلاة
سنذكر كل الطرق وخطوات بالترتيب من البداية إلى النهاية، كل خطوة على حدة ونذكر حكمها، هل هي ركن، أم واجب، أو سنة كما يلي:
- القيام مع القدرة: حيث إن القيام من أركان الصلاة التي لا تصح من دونه، والدليل على ذلك قوله تعالى: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين" البقرة (238)، ولكن إن لم يستطع المصلي القيام للصلاة بسبب مرض أو علة قاهرة، جاز له أن يصلي وهو جالس، والدليل على ذلك ما ورد في صحيح البخاري من قول النبي عليه الصلاة والسلام: "يصلي المريض قائما، فإن لم يستطع فقاعدا، فإن لم يستطع فعلى جنب".
- تكبيرة الإحرام: من دون تكبيرة الإحرام لا ندخل الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم"، وأما بالنسبة لكيفيتها، فكان النبي يقول: "الله أكبر" بصوت مرتفع ليسمع من كان خلفه من المصلين، ويرفع يديه إلى المنكبين وأحيانا إلى فروع أذنيه، ومن ثم كان عليه الصلاة والسلام يضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر، كما أنه كان يطأطئ رأسه ويرمي بصره نحو الأرض إلى موضع سجوده.
- دعاء الاستفتاح: وهو سنة فتصح الصلاة من دونه، ولدعاء الاستفتاح عدة صيغ وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام ومن أسهلها وأصحها: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".
- قراءة سورة الفاتحة: وكان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن ثم يقرأ "بسم الله الرحمن الرحيم" ولا يجهر بهما، من ثم يبدأ بقراءة الفاتحة التي هي ركن في كل ركعة، والدليل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "لا صلاة لم لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
- قراءة ما تيسر من القرآن: وهو ما يقرؤه المصلي بعد الانتهاء من سورة الفاتحة، فيقرأ ما يحفظه من القرآن.
- الركوع: وكان النبي عليه الصلاة والسلام بعد أن يفرغ من قراءة ما تيسر من القرآن يرفع يديه ويكبر، ثم يضع يديه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي، ثم يقرأ في الركوع: "سبحان ربي العظيم" ثلاث مرات.
- الرفع من الركوع: ثم كان يرفع عليه الصلاة والسلام من الركوع قائما، حيث إنه كان مع الركوع يرفع يديه ويقول: "سمع الله لمن حمده"، ثم يقول بعدها مباشرة: "ربنا ولك الحمد".
- السجود الأول: وبعد الانتهاء من الرفع من الركوع كان عليه الصلاة والسلام يكبر من غير رفع يديه، وينزل إلى الأرض ساجدا على سبعة أعضاء من جسمه حتى يطمئن، وهي الجبهة مع الأنف، واليدين، والركبتين، والقدمين، وكان يقول بهما: "سبحان ربي الأعلى" ثلاث مرات.
- الرفع من السجود: كان عليه الصلاة والسلام يرفع رأسه من السجود مع التكبير، ثم يقعد على فخذ رجله اليسرى، وينصب رجله اليمنى ويضع يديه على فخذيه، حيث إنه يقرأ بين السجدتين "رب اغفر لي" وأحيانا يكررها، والطمأنينة في الجلوس بين السجدتين ركن لا تصح الصلاة من دونه.
- السجود الثاني: ثم كان يكبر وينزل ويفعل كما فعل بالسجود الأول.
- الرفع من السجود: وكان عليه الصلاة والسلام يكبر ويرفع رأسه من السجود الثاني قائما قياما كاملا كما كان واقفا بعد تكبيرة الإحرام، ومن ثم يفعل كما فعل في الركعة الأولى.
- التشهد الأول: بعد أن ينتهي من الركعة الثانية، كان عليه الصلاة والسلام يجلس بعد السجود الثاني كما في جلوسه بين السجدتين، ولكن كان يبسط كفه الأيسر على ركبته اليسرى ويقبض أصابع كفه الأيمن كلها ويشير بالسبابة إلى القبلة ويرمي بصره عليها ويقرأ التشهد: "التحيات لله، والصلاوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"، كما أن للتشهد صيغا عدة وهو واجب، ولكن هذا من أشهرها.
- الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام: صيغ الصلاة على النبي متعددة أيضا، ومن هذه الصيغ قوله: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
- القيام من التشهد الأول: كان عليه الصلاة والسلام يكبر ثم يقوم معتمدا على الأرض بيديه، وأحيانا يقوم ثم يكبر.
- ما يفعل في باقي الصلاة: إذا كانت الصلاة أكثر من ركعتين كالمغرب أو الظهر، أوالعصر، أوالعشاء، كان يفعل بالركعتين التاليتين كما فعل بالركعتين الأوليتين، ثم يجلس للتشهد الآخير، ويفعل كما فعل في التشهد الأول.
- الاستعاذة من أربع قبل التسليم: كان عليه الصلاة والسلام يقول: "إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر، فليستعذ بالله من أربع، يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال، ثم يدعو لنفسه ما بدا له"
- السلام: وهو نهاية الصلاة وتمامها، حيث إنه كان عليه الصلاة والسلام إذا أتم جميع أركان وواجبات الصلاة سلم عن يمينه حتى يرى بياض خده الأيمن، ثم يسلم عن يساره حتى يرى بياض خده الأيسر، كما أنه كان يقول في كلتا التسليمتين: "السلام عليكم ورحمة الله"، وأحيانا كان يزيد في التسليمة اليمنى فيقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
الخطأ والنسيان في الصلاة
إن الخطأ أو النسيان في الصلاة يحدث أحيانا للمصلي، كأن يقول سبحان ربي العظيم في السجود بدلا من قول سبحان ربي الأعلى، ومن رحمة الله تعالى بعباده المسلمين أنه غفر لهم إن حصل شيئ من ذلك، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام علمنا ماذا نفعل إذا أخطأنا في الصلاة أو نسينا، وهي تنقسم إلى قسمين:
- في حال الزيادة في الصلاة: إذا أخطأ المصلي وجاء بركن أو فعل زائد عن المفروض، كزيادة ركعة، أو تشهد، أو قراءة، وجب عليه أن يسجد سجدتين بعد السلام من الصلاة كالسجدتين اللتين في الصلاة ثم يسلم مرة أخرى.
- في حال النقصان في الصلاة: وهذه تأتي على قسمين كما يلي:
- إذا نسي ركنا أو واجبا: إذا نسي المصلي ركنا من أركان الصلاة كقراءة الفاتحة أو ركعة كاملة، وجب عليه بداية أن يأتي بما نسي، مثلا إذا صلى ثلاث ركعات وسلم قبل أن يأتي بالركعة الرابعة، وجب عليه أن يكبر ثم يقوم ويأتي بالركعة الرابعة ويقرأ التشهد والصلاة على النبي الثانية، ثم يسلم وبعدها يسجد سجدتين كما في سجدتي الصلاة، ثم يسلم مرة أخرى.
- إذا نسي سنة مؤكدة: كمن لو نسي التشهد الأول، يكمل صلاته بشكل عادي، ثم بعد أن ينتهي من التشهد الثاني وقبل السلام، يجب أن يسجد سجدتين كما في سجدتي الصلاة، ثم يسلم.