يتنوع العظماء على مر الإنسانية وتتنوع إنجازاتهم بين الإنجازات الأدبية والعلمية والرياضية والطبية والهندسية والفنية، فمنهم من اكتشف جزءاً من القوانين التي تحكم هذا الكون، ومنهم من تعمق في نفس الإنسان، ومنهم من كان الجمال هاجسه فتفننت يداه وأبدعتا اجمل وافضل اللوحات والمقطوعات الموسيقية، و منهم أيضاً من أنقذ البشر من الأوبئة والأمراض المهلكة، ومنهم من أراح الإنسان من عناء كان يعانيه باختراع ظل يسيطر على حياة الناس حتى يومنا هذا. فهؤلاء العظماء لم يكونوا أناساً تافهين، بل كان شغلهم الشاغل خدمة البشرية ووضع بصمتهم قبل انقضاء أجلهم في التاريخ الإنساني، لهذا كان لزاماً على التاريخ تخليد أسمائهم في صفحات أيامه إلى آخر يوم نظراً لما فعلوه من أعمال هامة.
ولد توماس إديسون في العام 1847 ميلادية وتوفي في العام 1931 ميلادية، هو مخترع مثابر لا يعرف الكلل أو الملل، أضاف واخترع وأهدى للبشرية عدة اختراعات أهمها المصباح الكهربائي الذي ارتبط به، فهذا المصباح أصبح علامة على الاجتهاد والمثابرة والطموح ووضوح الهدف، كما أن الحياة أصبحت بعده تختلف جذرياً عن الحياة قبله، بسبب التغيير الجذري الذي أحدثه في الحياة العامة، فأضيئت به الشوارع والمدن والمنازل، وأصبحت الحياة ليلاً كالحياة نهاراً بسبب شدة إضاءته وقوته وتوهجه. بالإضافة إلى المصباح استطاع إيدسون اختراع العديد من الاختراعات الأخرى، حيث استطاع تطوير الفونوجراف أو ما يعرف بالجرامافون وهو الجهاز الذي يستطيع تشغيل الأسطونات لإصدار الأصوات التي تسجل عليها، كما أنه أيضاً استطاع تطوير جهاز آلة التصوير السينمائية، إضافة لما قام به من تطوير واختراع شبكة تزويد كهربائية قادرة على تزويد المصباح الكهربائي بالطاقة اللازمة لتشغيله وإضاءته. ولأديسون العديد من الاختراعات الأخرى التي قلبت الحياة بعده، فهو علامة فارقة في تاريخ البشرية الحديث، لكثرة ما أضافه من منجزات على مستوى العالم، بعضها ما زال مستخدماً إلى يومنا هذا. حيث تتميز مخترعاته بفرادتها فالأفكار التي مهدت لهذه الاختراعات هي أفكار عبقرية فعلأ، فلا وجود للمستحيل عند أديسون، كل فكرة قابلة للتطبيق. هذا هو لسان حال مخترعاته العظيمة.
تم تكريم أديسون بجوائز عديدة من أهمها ميدالية ماتيوشي وميدالية الكونجرس الذهبي وميدالية جون سكوت وميدالية جون فريتز كما أنه فاز بوسام فرانكلين، بالإضافة إلى إنشاء نصب تذكاري باسمه على نهر سانت كلير إضافة إلى ترميم مكان عمله وتحويله إلى متحف يقصده الزوار للاطلاع على البيئة التي كانت تعمل فيها هذه الروح العظيمة.