توماس أديسون اسم أشهر من نّار على علم، اسم معروف دخل التاريخ ببصمته الخاصّة التي كانت سبباً أساسياً في الثورة التكنولوجيّة والرفاهية التي نعيشها اليوم، فمن هو توماس أديسون؟ وتعرف على ما هى أهم اختراعاته؟
توماس أديسون هو رجل أعمال أمريكي ومخترع فذّ. يعتبر المخترع الرّابع في العالم من حيث المخترعين الأكثر إنتاجاً وإضافة فريدة في تاريخ الإختراعات، ولد توماس أديسون في ولاية أوهايو في الولايات المتّحدة الأمريكيّة عام 1847م، ونشأ وعاش في ولاية ميشيغان، وله أصول هولنديّة، كان الولد السابع من بين إخوته، ولم يكمل تعليمه المدرسيّ رغم عبقريته الفذّة، وقد كان يعاني من ضعف السّمع، ولذلك رفضته المدرسة. أكمل تعليم نفسه بنفسه، وعندما بلغ الحادية عشرة كان قد أتمّ دراسة تاريخ نيوتن، وكتب شكسبير، والتّاريخ الأمريكي بمساعدة والدته.
وقد بدأ حياته العمليّة بعمله موزّعاً للصحف في محطات القطارات، ثمّ عمل بعدها في إرسال البرقيّات في محطة القطارات، وهذا الأمر شكّل له إيهاماً ووحياً لاختراعه الأوّل، ألا وهو "التيليغراف". وقد كان اختراعه بداية ومساعدة كبيرة منه في اختراع الهاتف على يد ألكسندر بيل فيما بعد.
وفي عام 1877م، تمّكن من اختراع الفونوغراف "مسجّل الإسطوانات والموسيقى". وبعد عامين من ذلك قام باختراع باهر أسهم في الثورة الكهربائيّة؛ فاخترع "المصباح الكهربائي"، وكان قد اخترع سابقاً الهاتف الكربونيّ.
في عام 1880م قام باستغلال اختراعه للمصباح الأمريكيّ وأسس شركته للكهرباء والإضاءة، وقام بإنشاء أوّل محطة كهرباء له، وقام كذلك بتشغيل أوّل محطة تعمل على توليد الطّاقة الكهربائيّة في مدينة لندن، قام أيضاً بالمساهمة في الثّورة الطبيّة باختراعه المنظار الذي يستخدم في أخذ صور الإشعاعات. وقد قام بتطوير البطاريّة (بطاريّة للسيّارة) بمساعدة صديقه فورد.
هناك الكثير من الإختراعات الأخرى التي اخترعها أديسون، لكن لم يذع صيتها كثيراً. من هذه الإختراعات اختراعه لأوّل نظام تصويت إلكتروني استفاد منه أعضاءالكونغرس فيما بعد. كما قام بإختراع جهاز يفصل الحديد من خلال المجال المغناطيسي، واخترع عدّاداً كهربائيّاً الذي يستخدم في أيّامنا هذه في المنازل لحساب إستهلاك الكهرباء لشركات الكهرباء.
سجّل توماس أديسون براءة اختراع ألف وثلاثة وتسعين اختراعاً أمريكيّاً، واختراعات أخرى فرنسيّة وألمانيّّة، وقد أسهم في الكثير من التطّورات التكنولوجيّة التي حدثت في عالمنا اليوم، سواء في مجال الكهرباء، أو مجال الإتّصالات، أو في مجال الطّب، أو في مجال الكاميرات والأفلام والإنتاج، أو في مجال المواصلات واختراع القطارات الكهربائيّة.
وقد تمّ منحه وسام "ألبرت" للجمعيّة الملكيّة في بريطانيا، وتمّ منحه أيضاً الميداليّة الذهبيّة للكونجرس، والتي منحت له لتسجيل براءة اختراعاته وتأثيره الكبير، وبعد وفاته متحف "بورت هورون" قام بإعادة ترميم وإنشاء معمل توماس أديسون الأوّل، وأقامه متحفاً ونصباً تذكاريّاً تكريماً لاسمه وإنجازاته، وقد توّفي عام 1931م إثر إصابته بمرض السكّري.