يحب بعض النّاس اقتناء الحيوانات الأليفة وتربيتها في البيوت. فنرى الكثير ممن يربّون القطط، والكلاب، والعصافير، وأحياناً الدّواجن إن توفرت المساحة لذلك. ويستمتع الكثير بتربية القطط والكلاب خاصّة، لقدرتهم على الإستجابة لهم. وقد كانت الكلاب كما عرفنا منذ قديم الزّمن حيوانات وفيّة لأصحابها، وهذا دفع الكثير إلى تربيتها خاصّة.
الكلب هو حيوان أليف من الثدييّات، غالباً ما ارتبط هذا الحيوان "بالوفاء" في كثير من كتب الأدب والروايات خاصّة. وقد استغلّ الإنسان هذا الحيوان لأغراض عدّة، فكان الكلب يستخدم للحراسة، وللصّيد، ولجرّ العربات أيضاً. كما كانت الكلاب هي رفيق العميّ في طريقهم وتنقّلهم، وهي كذلك للأصمّ. وقد تمّ استخدامها لأهداف بوليسيّة أيضاً، فبعد أن يتمّ تدريبها، تصبح قادرة على كشف المخدّرات، والمتفجرّات، وإيجاد الجثث، والكثير غيره.
تبعاً للأغراض المستفادة من هذا الحيوان يمكننا تصنيف بعض أنواع الكلاب، فهناك كلاب الصّيد التي يسخدمها البعض في الغابات، وكلاب الرعاة التي تحمي الرعيّة والمواشي، وكلاب الحراسة التي توضع لحماية البيوت، والكلاب البوليسيّة التي تستخدم في لجان التحقيق في الجرائم، وكلاب مرافقة المكفوف والأصمّ، وهناك أيضاً الكلاب التي تستخدم في جرّ عربات الجليد والزلّاقات.
عند شرائك لكلب جديد يجب عليك أن تتقن طرق ووسائل تربيته حتّى تستطيع أن تتحكّم به وينفذ الهدف الذي أحضرته من أجله. فعندما تقرّر أن تشتري كلباً تعرّف أوّلاً على خصائصه، وإن كان مناسباً لك أم لا، وتأكّد من صحّتها وطباعها وسلالتها. عندما يبدأ كلبك بالنموّ لا تهمل "تدريبات الطّاعة"، بعد شهرين أو أكثر من عمر الجرو عليك أن تبدأ بتدريبات الطّاعة، حتّى يكون مؤهّلاً لتلقي الأوامر وتنفيذها. ويكون تدريب الطّاعة بتعليمه تنفيذ بعض الأوامر التي تعلّمها له، ويكون الجزء الثاني من التدريب تعليمه كيفيّة إطاعة أوامرك بمجرّد سماعها.
وفي بداية تدريبك عليك أن تحرص على عدم تضارب قواعدك، فإن وضعت قاعدة ما للكلب، عليك بحثّه على الإلتزام بها في كلّ المرّات، وعدم تجاهل الأمر في حال خالفها. وعليك أيضاً أن لا تكون عطوفاً لدرجة أن تمنحه الكثير من المكافآت والطّعام دون أي سبب، فكافئه إن أحسن التصرّف فقط حتّى يحسن التصرّف في كلّ مرّة طمعاً في المكافأة. كما ويوصي بعض الخبراء بأن يتمّ الإهتمام بعمل التدريبات لفترات منتظمة، وعمل تمرينات تساعد الكلب على التخلّص من الطاقة المكبوتة التي بداخله حتّى لا يصبح عدوانيّاً، ولا تقصر هذه التمرينات على الجرى والركض فقط وتنفيذ الأوامر بالجلوس والنباح وغيره، وإنّما حاول أن تضيف بعض التمارين التي تجعله يستخدم عقله. ولا تنسى أن توجد لغة للحوار بين وبين كلبك، حتّى يكون هناك وسيلة للتّفاهم.
كما قلنا لا بدّ من وجود لغة للتفاهم بينك وبين كلبك، وإن أردت أن يصبح كلبك شرساً، ما عليك سوى أن تعلّمه معنى الأمر التّالي: "إهجم". فبعد أن يبلغ الكلب الشهر الرابع، بإمكانك أن تعلّمه هذا الأمر، خاصّة عند رؤيته لأيّ حيوان صغير، ليكّون ردّة الفعل هذه في كلّ مرّة. وعند تكرار الأمر لأكثر من مرّة تصبح ردّة فعل الكلب الطبيعيّة هي الهجوم في حال رؤيته للكائن الذي يستفزّه، أو حتّى عند سماعه للكلمة "إهجم". وقد تصل شراسته في الشهر العاشر إن تدرّ كثيراً على هذا الأمر إلى حدّ القتل، ولكن عليك الحذر عند تعليمك إيّاه هذا الأمر، أن يبقى لا يزال مطيعاً لأوامرك، ولا يزال يطبّق الأمر الآخر لك وهو الهدوء وعدم الهجوم، وأن لا يتجاهلك.