سخّر البشر منذ القدم حيوان الكلب لخدمتهم في معاشهم و في ترحالهم فكانوا يستخدمونه لحراسة مزارعهم من هجمات الحيوانات و اللصوص و حديثا نرى اقتناء الكثير من الأغنياء كلاباً في قصورهم و بيوتهم الفارهة لحمايتها و حراستها و كذلك نرى أفراد الشّرطة و حفظ النظام يستخدمون الكلاب لاقتفاء الأثر و الكشف عن الجرائم لما تمتلكه من حاسّة شمّ قويّة ، و تتعدّد فوائد استخدام الكلاب في حياة البشر فهي مسخّرة لخدمتهم و تيسير حياتهم ، و في المقابل فقد نهى ديننا الحنيف المسلمين عن اقتناء الكلاب لأجل التسلية و العبث فلا يجوز للمسلم أن يقتني كلبا في بيته بدون سبب و حاجة كما يُشتهر عند الغرب الكافر ، فالكلب و كما يُعلم نجس و إذا ولغ في إناء أو لامس شيئاً وجب غسله سبع مرات أولهما بالتراب حرصا على تطهيره كما أرشدنا الى ذلك نبينا عليه الصّلاة و السلام ، و كذلك فإنّ الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب و هذا يدل على نجاسته و المسلم حريص على الطهارة في بدنه و بيته و سائر أحواله ، و قد صحّ عن النّبي صلّى الله عليه و سلم أن من اقتنى كلبا لغير حاجة أو ضرورة نقص كل يوم من أجره قيراط ، فالمسلم دائما حريص على التزام أوامر ربّه و اقتفاء هدي نبيّه فيتجنّب ما نهى عنه ديننا .
و قد روي عن النّبي عليه الصلاة و السلام أنّه حث أصحابه على التّعوذ من الشيطان الرجيم حين يسمعون نباح الكلاب و السبب هي أنّها ترى ما لا يرى البشر ، و هذا من رحمة الله سبحانه بالبشر فهو يعلم ضعفهم ، و الذي تراه الكلاب هي الشياطين – أعاذنا الله منها – و إنّ الشيطان ليتمثل أحيانا في الحيوانات و من بينها الكلب فقد صحّ أنّ النّبي عليه الصّلاة و السلام قال إنّ الكلب الأسود شيطان ، و الحقائق العلميّة و الدراسات الحديثة تتكلم كثيرا عن قدرات خفيّة لدى الحيوانات بحيث يشعرون بالزلازل قبل وقوعها الى غير ذلك من الظواهر التي لم يستطع الإنسان أن يتنبّأ بحدوثها ، فنحن كمسلمين إذا حياتنا كلها منضبطة بأوامر ديننا مستشعرة حكمة الله سبحانه في الأمور كلها و إنّ كل ما سخر الله لخدمة البشر تعرف ما هو إلاّ نعمة من نعم الله التي لا تعدّ و لا تحصى .