الخروف هو نوع من أنواع المواشي ويطلق عليها بالجمع أغنام، أمّا الذكر منها فيسمى الكبش، والأغنام هي من أنواع الثدييات المدجنة والنباتية وتنتنمي لعائلة الماعز، كما وعُرفت الأغنام منذ القدم حيث كانت مهنة أغلب الأنبياء هي رعي الأغنام وكان في ذلك حكمة من الله عز وجل حيث إن اصطحابها إلى المراعي، والعمل على جمعها بعد تفرّقها، والعناية والاهتمام بها، تدل على الصبر والحلم، كما أنّ التواجد في المراعي، والجبال، والطبيعة يوفّر للمرء قدرة الاختلاء بذاته، ممّا يدعوه للتفكّر في إبداع الله في خلقه، والغنم بدوره من الحيوانات اللطيفة والأليفة، لذا تمّ تجسيدها في مسلسلات كرتون الأطفال كنوع من الشخصيات الكرتونية لدى الأطفال، كما أن مظهره جميل ومحبّب لدى الصغار.
اهتم الإنسان بالغنم منذ القدم حيث كانت تربّى الأغنام بالمناطق الريفيّة، والمراعين والجبال، والوديان على شكل قطعان، يتم المتاجرة بها والاستفادة من لحمها، وصوفها، وجلدها، وإليتها ويعتبر لحم الغنم من أنواع اللحوم الغنية بالبروتينات، إلى جانب طعمه اللذيذ، مع إمكانية الاستفادة من لحم الغنم بتناول كبد الخروف، وكليته، والقلب، والأمعاء، والمخ الغني بكمية من الفوسفور، كما أن إلية الشاه العربية إذا تمّ تذويبها وشربها بقدر محدّد على عدّة أيام فيكون فيها الشفاء من عدّة أمراض كتيبّس الفقرات، وعرق النسا، والانزلاق الغضروفي، كما ورد ذكر هذا الأمر في الطب النبوي، فضلاً على ذلك فإن ّصوف الغنم وجلده له أهمية وفائدة اقتصادية لا تقل عن أهمية وفائدة لحمه ومذاقه الشّهي.
تُربّى الغنم إمّا في مراعي حيثُ تنتشر ويتم تجمّعها على شكل قطعان وبهذا تحصل على طعامها من حشائش الأرض في وقت الصّباح الباكر، أو في وقت الغروب والمغيب فهو الوقت المفضّل لها، وترغب الغنم عموماً بالحشائش الأرضيّة صغيرة الحجم، كما وتفضِّل الأغنام أنواعاً معيّنة من النّباتات التي تُميّزها عن باقي النّباتات، كما وتعزِف عن تناول الحشائش السّامة في السّهول والوديان الجّافة، وقد تكتفي بأكل القليل، أمّا الحملان في سنتها الأولى فيتمُّ إرضاعها ما يعادل سبعين رضعةً في أسبوعها الأوّل على مراحل متفرّقة، ومع تقدّم عمرها تقل عدد رضعاتها ويتم إدخال الحشائش لها.
أّمّا الغنم الذي يُربّى في المزارع ضمن ساحاتٍ واسعة، يتم تغذيته عن طريق بعض الحبوب والأعلاف، ومنها ما يتم تسمينها بهدف زيادة وزنها وتحقيق مردودٍاً مادياً أكبر منها، حيث يساهم ذلك على زيادة وزنه، ويتم ذلك بتقديم أنواعٍ معينةٍ من الأعلاف عن طريق مختصٍ زراعيّ، حيثُ إنّ بعض طرق ووسائل التّسمين الخاطئة تزيد من كميّة الدّهون والشحوم المختزنة، وتقلّل من كميّة اللّحم، ويتم خلط الذّرة، والقمح البلديّ، وكسبة عبّاد الشّمس بعد طحنها، وكسبة الجّوجّوبا، وبرسيم أخضر، ومطحون الشّعير، وبعض الأملاح المعدنيّة، والدّريس المجفّف، وتُقدّم للغنم وفق نظامٍ غذائيٍّ جدوليّ مدروسٍ يحسب به زيادة كميّة اللّحم والتقليل من نسبة الدّهون.
وبالرّغم من أهميّة الغذاء للغنم والمواشي بشكلٍ عامٍ، إلّا أنّها قد تواجه بعض المشاكل وعيوب كالإصابة بالأمراض، أو بعض أنواع الطّفيليّات الدّاخلية، أو التهاب الدّماغ، لذا يجب متابعة قطعان الغنم ورعايتها من قِبل طبيبٍ بيطريّ مختص، وذلك بتقديم المساعدة للمواشي حتّى تبقى بصحةٍ جيّدةٍ ونحافظ على ثروةٍ حيوانيّةٍ معطاءة.