المقصود بالمقدّمة
هي عبارة عن نبذة تستطيع من خلالها تقديم الغرض الذي تسمو له وتحتاج لتوصيله لمن أمامك، وتكون المقدّمة غير مقيّدة بعدد الكلمات وعبارات لكن يشترط عدم الإطالة في المقدّمة؛ لأنّ الهدف من المقدّمة كتابة نبذة صغيرة عن الغرض الذي تريد تقديمه، ويجب أن تكون المقدّمة محتوية على العديد من الكلمات وعبارات التي تلفت الانتباه فهي التي تترك الانطباع الأول لدى السامع أو القارئ، وهي التي تحفّزه على إكمال ما بدأ به، فالمقدّمة بمثابة تحفيز وشد الانتباه فلا يجوز منها الإطالة فتكون مملة، ولا يجوز القصر فتكون لغتها موجزة وغير مفهومة فيجب أن تدمج بين شرح الغرض مع عدم الإطالة ويجب أن تكون الصياغة سليمة وملفتة للانتباه.
أنواع المقدّمات
مقدّمة الكُتب
من شروط كتابة أي كتاب أن يحتوي في صفحاته الأولى على مقدّمة يقوم فيها الكاتب بطرح القليل من الكلمات وعبارات الإرشادية التي توضح الغرض والغاية من كتابة الكتاب، ومن خلال المقدّمة يستطيع الكاتب إثبات براعته في طريقة مقدرته على لفت انتباه القارئ وجذبه لقراءة الكتاب كله، فيجب أن تحمل المقدّمة في طياتها رسالة تشويقية لأهمّية هذا الكتاب وأنّ الذي سيقرأه لن يندم وسيجني الكثير من الفائدة والمنفعة، كل هذا سيشوق القارئ أن يكمل هذا الكتاب فيشعر كأن هذا الكتاب قريب من قلبه بالأخص لو كانت المقدّمة خارجة من قلب الكاتب غير مصطنعة، وعلى العكس منها المقدّمة التي تشعر أنها بعيدة عن قلبك وأفكارك فتجعلك تترك الكتاب منذ الوهلة الأولى.
كتابة مقدّمة بحث
في الأبحاث التي قد تقوم بها في المدرسة أو رسالة الماجستير يجب أن تحتوي في صفحاتها الأولى على مقدّمة مكوّنة من عدّة أسطر، تقوم من خلالها بالتمهيد للبحث أو الدراسة التي تقوم بتقديمها وفيها تثبت مدى قدرتك على البحث والتمحيص والقدرة على الاستنتاج وتبين الأحداث التي قد تكون قد مررت بها أثناء كتابتك للبحث، فتبيّن مدى قدرتك على الملاحظة ومدى رصدك للنتائج الجيدة، وتمهد للموضوع الذي ستطرق ووسائل له في البحث وفي المقدّمة يجدر بك أن تكون متميز عن غيرك حتى تحصل على أعلى الدرجات والمراتب ومهما كان بحثك جيد من الداخل فالمقدّمة هي التي ستعكس واجهة بحثك.
المقدّمة في الخُطب
الخطبة تحتاج لعدة طرق وخطوات يتم من خلالها بناء أجزاء الخطبة ومن أجزاء الخطبة المقدّمة التي يتم إلقائها بعد البسملة والسلام والتحية، ويكون فيها موجز من العبارات وكلمات وعبارات التي تثير انتباه السامعين، أو القراء والمقدّمة عبارة عن دعاء، أو آية قرآنية أو أبيات من الشعر يتم البدء لها لتبين مدى أهمية وفائدة هذه الخطبة ولتعطي للمستمع جو من الخشوع إذا كانت قد بدأت بآية من القرآن وقد يكون فيها تذكير وعبرة، وفي مقدّمة الخطبة يغلب على صوت الخطيب الصوت الجياش العالي الذي يجذب الحاضرين للاستماع لما سيقوله كذلك الخطبة الكتابية التي تجذب القارئ لاستكمال قراءة الخطبة المرسلة إليه وتشعره بأهميتها بالنسبة له.
المقدّمة من الرسائل
عند كتابة الرسالة يجب اتباع العناصر المبنية عليها الرسالة سواء الرسالة الإخوانية أو الرسالة الرسمية ومن أهم عناصر الرسالة هو عنصر المقدّمة الذي يسبق المتن وفيه يتم كتابة بعض الكلمات وعبارات التي تستطيع من خلالها التمهيد للموضوع الذي تريد طرحه أو المناسبة التي تريد الكتابة عنها فإذا كانت الرسالة شكوى عليك في المقدّمة أن تستعطف من تتحدث له، أمّا إذا كانت رسالة عتاب فعليك أن تشعر من تبعث له رسالتك بقدر حزنك من موقف قد سببه لك، ولو في مناسبة زفاف أو نجاح أو أي مناسبة سعيدة فعليك أن تعبر عن مدى فرحك وسعادتك بهذه المناسبة.
طريقة كتابة المقدّمة
تحديد الغرض والهدف
قبل البدء بكتابة المقدّمة عليك أن تحدد غرضك من كتابة المقدّمة، ونوع الأسلوب الذي يجب اتّباعه عند كتابتك للمقدّمة، فقد تكون المقدّمة الغاية منها تذكير الناس بالموعظة الحسنة فيجب أن تحمل المقدّمة في طياتها معاني موجزة تتحدّث عن الموعظة الحسنة، ويمكنك الاستعانة بالمقولات المشهورة أو القصائد ولكن يستحسن في المقدّمة أن تكون جميعها من أسلوبك الخاص بك، وتتعدّد الغايات المطلوبة عند كتابة المقدّمة، وعندها يشترط تحديد الهدف ليكون هناك تخطيط مسبق للأسلوب الذي تحتاج إلى اتّباعه وذلك كي تكون المقدّمة باحسن وأفضل صورة يمكنك تقديمها للقارئ.
استخدام اللغة الفصيحة
عند كتابتك للمقدّمة يجب أن تكون حريص على استخدام لغة عربية فصيحة وأن تكون اللغة سليمة خالية من الأخطاء فلا تكون الكلمة ناقصة الحروف ولا يكون خلل في معنى العبارات، كذلك يجب الحرص على وضع الحركات على الكلمات وعبارات التي قد يكون فيها لبس، ومن الأشياء التي يجب الحرص على وضعها هي علامات و دلائل الترقيم، فالمقدّمة في مثابة الواجهة للمنزل فإذا كانت مليئة بالأخطاء وإذا كانت لغتها رقيقة فهذا ينعكس على واجهة الموضوع الذي تحتاج تقديمه فيشعر القارئ أن جميع المبحث لغته رقيقة وغير متناسق أما إذا كانت المقدّمة جيدة فهذا تمهيد إلى أن الموضوع جيد وسليم.
وضع المقدّمة بمكانها المناسب
يتم وضع المقدّمة في مكانها المخصص فعند كتابة الرسالة يتم كتابة المقدّمة بعد اليوم والتاريخ والمرسل إليه، وبعده هذا مباشرة يتم كتابة بعض الأسطر التي تعبر فيها عن غرضك من الرسالة أو تمهيد للذي تريد تقديمه لهذا الشخص، أمّا في الكتاب فتكون المقدّمة في أول صفحات ففي الغالب تأتي المقدّمة بعد الفهرسة وقد يسبقها الإهداء ثم تأتي المقمة و في الأغلب لا تتتجاوز الصفحة الواحدة.
استخدام الكلمات وعبارات التي تشد انتباه القارئ
المقدّمة في الكتاب بمثابة البائع الذي يعرض السعة للمشتريين فيستطيع من خلال كلمات وعبارات بسيطة أن يشد انتباه المشترين إلى البضاعة التي لديه وكذلك المقدّمة يجب أن تحتوي على كلمات وعبارات تشد انتباه القارئ كي يواصل قراءة الكتاب، أو رسالة وما غير ذلك من الأغراض التي تستخدم فيها المقدّمة.
التمهيد للموضوع الذي تحتاج لعرضه
- بعد كتابة العبارات وكلمات وعبارات التي تستطيع من خلالها شد انتباه القارئ عليك أن تستخدم العبارات وكلمات وعبارات التي يمكنك من خلالها أن تشرح وبشكل مبسط الموضوع الذي تحتاج لطرحه ويجب أن يكون اسلوبك نابع من القلب كي يدخل إلى قلب القارئ فيشعر بالراحة عند القراءة فلا يضجر فيبتعد عن الاستمرار في القراءة للموضوع الذي تقوم بطرحه ووصفه بكلمات وعبارات وعبارات وكلمات وعبارات موجزة لكن لا يجوز ذكر النتائج التي توصلت لها وذلك لترك مجال للتشويق لدى القارئ كي يقرأ الموضوع حتى نهايته بالكامل.
- استخدام الآيات القرآنية: عند كتابة المقدّمة يمكنك الاستعانة ببعض الآيات القرآنية التي تزيد من نسبة الخشوع لدى القارئ وتؤكّد له أنّ الموضوع المقدّم مبني على حقائق دينية وعلمية، كذلك يمكنك الاستعانة بأبيات الشعر لتكون شاهد على القضية التي تقوم بطرحها إذا تطلب الأمر أو مقولة أحد المشاهير.
- المقدّمة غير المصطنعة: يجب أن تكون المقدّمة معبرة وخارجة من إحساس الكاتب، فسيشعر عندها القارئ أنه قريب من إحساس الكاتب فيكمل القراءة بكل شغف وحيوية بسب ما تركته المقدّمة من أثر في نفسه.