الجاذبية الأرضية
تُعتبر الجاذبيّة قوة تجذب الأشياء نحو الأرض، أي بمعنى ميل الأجسام والكتل إن أُلقيت من أعلى فستسقط نحو سطح الأرض بفعل الجاذبية، ويُرمز للجاذبية الأرضية في علم الفيزياء (g)، وإنّ أوّل من وضع قانوناً للجاذبيّة الأرضية هو العالم إسحاق نيوتن، الذي أتته فكرة الجاذبية عندما سقطت على رأسه تفاحة من الشجرة، التي كان جالساً تحتها.
الجاذبية الأرضيّة والعرب
أطلق العرب على الجاذبية الأرضية اسم القوة الطبيعيّة، وقد عرفوها منذ القرن التاسع ميلادي، وهذه بعض أقوال العلماء العرب عن الجاذبيّة الأرضية:
- يُعدّ العالم الهمداني أوّل العلماء الذين أشاروا إلى الجاذبية الأرضيّة، فكتب في كتابه الجوهرتين العتيقتين: " من كان تحتها فهو الثابت في قامته كمن فوقها، ومسقطه وقدمه إلى سطحها الأسفل كمسقطه إلى سطحها الأعلى وكثبات قدمه عليها، فهو بمنزلة حجر المغناطيس التي تجذب قواه الحديد إلى كل جانب ".
- أما العالم ابن سينا فتكلّم عن الجاذبية في كتابه الإشارات والتنبيهات: " القوة في الجسم الأكبر، إذا كانت مشابهة للقوة في الجسم الأصغر حتى لو فصل من الأكبر مثل الأصغر، تشابهت القوّتان بالإطلاق، فإنها في الجسم الأكبر أقوى وأكثر، إذ فيها من القوة شبيهة تلك ".
- وتحدّث العالم أبي الريحان البيروني عن الجاذبية في كتابه القانون المسعودي " الناس على الأرض منتصّبو القامات كاستقامة أقطار الكرة، وعليها أيضاً تؤول الأثقال إلى أسفل ".
- وقال العالم الخازاني في كتابه ميزان الحكمة حيث قال عن الجاذبية: " الجسم الثقيل هو الذي يتحرك بقوة ذاتيّة أبداً إلى مركز العالم، أعني أنّ الثقل هو الذي له قوة الحركة إلى نقطة المركز".
- تكلّم العالم الإدريسي عن جاذبية الأرض، وشبّهها بجذب المغناطيس للحديد، فكتب في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق " الأرض جاذبة لما في أبدانها من أثقال بمنزلة حجر المغناطيس الذي يجذب الحديد ".
قانون نيوتن في الجاذبيّة
يُعتبر عالم الفيزياء إسحاق نيوتن ذو الجنسيّة الإنجليزية أوّل شخص وضع قانوناً للجاذبية، ونشر نيوتن نظريّته الخاصة بالجاذبيّة الأرضية في عام 1687م، وقال: " إنّ الأجسام تجذب بعضها البعض تبعاً لكتلهما، وتعتمد قوة الجاذبية على مربع المسافة بين الجسمين المتجاذبين ".
النظريّة النسبيّة لألبرت آينشتاين
وتُسمّى نظريته بالنظرية النسبيّة، والتي تُعتبر من أهم نظريّات الجاذبية في القرن العشرين، ففي سنة 1905م نشر آينشتاين أوّل بحث له متعلق بالجاذبية، وفي سنة 1915م نشر ثاني بحث متعلّق بالجاذبية، فلأبحاث التي أجراها آينشتاين غيّرت مفهوم وتعريف ومعنى الجاذبية الأرضية التي وضعها العالم إسحاق نيوتن، وفحوى نظريّة نيوتن هو أنّ الجاذبية قوّة، أما نظرية آينشتاين فاعتبرت أنّ الجاذبية مجال، فتُعرّف الجاذبية الأرضية حسب النظرية النسبية لآينشتاين بأنّها عبارة عن انحناءات في الفراغ تسبّبه الكتلة، أي بمعنى كلّما كانت كتلة الجسم أكبر كان انحناء الفضاء حوله أكبر، وكلّما كانت كتلة الجسم أقلّ سوف تقع في الانحناء الذي صنعه الجسم الأول، وبعدها سيأسرها بجاذبيّته.
فوائد الجاذبية الأرضيّة وأضرار نقصها
للجاذبية الأرضية فوائد عظيمة متمثّلة في جعل كلّ ما على الأرض مستقراً وثابتاً، والحفاظ على المجال الجويّ وتكوين الهواء، والمحافظة على عمل وظائف جسم الإنسان، وتحافظ الجاذبيّة على موقع الأرض بين كواكب المجموعة الشمسيّة، والدوران في مدارات محددة وثابتة، كما أنّها تلعب دوراً كبيراً في جاذبيّة القمر الذي له ظواهر مهمة على الأرض كالمد والجزر. أمّا أضرار نقص الجاذبيّة الأرضية على الأرض فله عواقب وخيمة، ومن هذه الأضرار: خلل في تكوين الهواء وجاذبيّة القمر، ممّا يؤثر سلباً في الإنسان والحيوان والنبات، إصابة الإنسان بكثير من الأمراض كالخلل في الدورة الدمويّة، وخلل في الرؤية، وثبات الكالسيوم في العظم، وفشل وظائف الكلى والشعور دوماً بالغثيان، ويسبب نقصها أيضا خللاً في توازن موقع الأرض بين الكواكب الشمسيّة، ممّا يؤدي إلى التصادم ببعضهما، كما أنّ الأسوأ من ذلك هو تحرّك، وتطاير كلّ ما على الأرض، وتصادمهم ممّا يعيث الخراب والدمار.