قوة الجاذبية الأرضية
الجاذبيّة هي ميل الكتل للتحرك نحو بعضها البعض، حيث إنّ الجسم الذي يمتلك كتلة أكبر تكون جاذبيته أكبر، كما في جاذبية الشمس للكواكب، وجاذبية الأرض لكل ما يحيط بها.
والقوّة الناتجة عن الجاذبية تسمى الوزن، وهي التي تحدد مقدار تسارع الأجسام المتجاذبة نحو بعضها البعض، وأول من اكتشف هذه القوة ووضع قانوناً لها هو العالم إسحق نيوتن، وبقيت هذه النظرية هي الوحيدة التي تصف قوة الجذب إلى أن وضع العالم العالم الفيزيائي ألبرت آينشتاين النظرية النسبيّة، وهي نظرية أكثر شمولية، فانتشرت فكرة الجاذبية بين أي جسمين يمتلكان كتلة، ولكن قانون نيوتن هو قانون صحيح، وعمليّ بشكل أكبر.
قانون نيوتن
استنبط نيوتن قانونه في الجاذبية من خلال مشاهداته الفلكية من أجل وصف قوة التجاذب بين الأجسام التي لا تحمل شحنة، وقد استعان في ذلك بقوانين كليبر في الحركة، ووضع قوانينه في عام ألفٍ وستمئة وسبعٍ وثمانين، كما أن العالميْن البيروني والخازني أشارا إلى هذا المفهوم وتعريف ومعنى قبل أن يتوصل إليه نيوتن بسبعة قرون.
ينصّ قانون الجاذبية العام لنيوتن على أن (قوة التجاذب بين جسمين ماديين تتناسب طردياً مع حاصل ضرب كتلتيهما، وعكسياً مع مربع المسافة بين مركزيهما).
تأثير ونتائج الجاذبية الأرضية
تؤثر الكرة الأرضية على جميع الأجسام عليها بقوة الجذب، ممّا يعني أن قوة جذب الأرض للأجسام هي من تعطيها الوزن، أي الثقل الذي نشعر به عند محاولة رفع جسم ما، ولكننا في الوقت ذاته لا نشعر بجاذبية باقي الأجسام من حولنا، كونها ضئيلة جداً بالمقارنة من الجاذبية الأرضية.
ومن الملاحظ أنّ هذه القوة تقلّ كلما ابتعدنا عن مركز الأرض، فوزن الجسم نفسه يختلف من مكان إلى آخر، وهنا يجب التمييز بين مصطلحيْ الوزن والكتلة، ويصبح الفرق أكبر عند الخروج من الغلاف الجويّ الأرضي، وعند الهبوط إلى سطح القمر تكون الجاذبية أقل بكثير من سطح الأرض، فهي أضعف من الجاذبية الأرضية بستّ مرات، ممّا يجعل رواد الفضاء يتحركون بسلاسة أكبر، ويقفزون لمسافة وعلو أكبر ممّا لو كانوا على سطح الأرض.
ولا تقتصر الجاذبية الأرضية على هذا المفهوم وتعريف ومعنى البسيط، فنيوتن وصفها بأنها قوة لحظيّة أو آنية، ولكن آينشتاين وضّح بأن للجاذبية سرعة، وتم حديثاً التوصل بأنها تساوي سرعة الضوء، ممّا يعني أن الجاذبية الأرضية، وجاذبيّة باقي الأجرام السماوية تؤثر ببعضها البعض، ولولا قوة الجذب لعامت الأجسام في الفضاء دون تنظيم، ولولا جاذبيةُ الأرض لما كانَ هناك حياة على سطحها.