قد تتوقّف حياتك كلّها على قرار واحد، تتّخذه دون دراسة ودون تفكير ؛ فتنقلب في لحظة رأساً على عقب، فالإختيار الجيّد يأتي بعد جهد وتفكير، واتّخاذ القرار الصحيح أصبح فناً يُدرَّس في المناهج المتخصّصة، إلا أنّ الجميع بحاجة إلى الأساسيّات التي ترشدنا لكيفيّة اتّخاذه بطريقة مناسبة.
ويعتبر اتّخاذ القرار أحد إستراتيجيّات التفكير، التي تحل المشكلات وتتضمّن طرق وخطوات وعمليّات تختلف عن بعضها البعض، ويعرف البعض عمليّة اتّخاذ القرارات بأنّها حل للمشكلات الرّاهنة، حيث إنّ الموقف الذي تواجهه، يتطلّب منك مجموعة من المهارات مثل: التحليل السليم، والتقويم، والاستقراء، والإستنباط.
وهكذا يمكن تعريف ومعنى عمليّة اتّخاذ القرار بأنّها: "عملية تفكير مركّبة، الهدف منها اختيار احسن وأفضل البدائل و الحلول المتاحة للفرد في موقف معيّن، من أجل الوصول إلى الحل والهدف المرجو".
وعملية اختيار القرار تنقسم إلى مرحلتين:الأولى: تحديد الهدف المرغوب بوضوح ودقة متناهيتان، والمرحلة الثانية: تحديد جميع البدائل الممكنة والإحتمالات المقبولة.
وعند تحديد الهدف، يجب وضع بدائل للطرق ووسائل التي تقودك إلى تحقيقه، فإن لم يفلح البديل الأوّل، نلجأ إلى البديل الثاني و هكذا، مع الأخذ بعين الإعتبار درجة الأهميّة والأولويّة في ترتيب البدائل ووضع الإحتمالات، ودرجة المخاطرة والوقت والجهد اللازمان للتنفيذ.
وعمليّة اتّخاذ القرار تجيب عن مجموعة أسئلة جوهريّة عند مواجهة أي موقف أو مشكلة، والأسئلة هي: " مالذي ينبغي لي أن أفعله؟" و "لماذا سوف أفعله؟" "هل من طرق ووسائل بديلة لفعل ذلك؟" "ما أوفرها جهداً و أقلّها تكلفة؟" "لو لم ينفّذ الأمر بهذا الطريق، أي طريق سوف أسلك؟" "ما الآثار المترتبة على اتّخاذ هذا القرار مستقبلاً؟"
وتصنّف القرارات التي يمكن أن يتّخذها الشخص تحت ظروف مختلفة إلى:
- قرارات في حالة من اليقين:ويكون الشخص على دراية ويقين مسبق بالنّتيجة الإيجابية واحتمال النّجاح الأكيد.
- قرارات في حالة من المخاطرة:ويتّخذها الشخص حين تكون النّتائج معروفة ومتوقعة مسبقاً.
- قرارات في حالة من الشك: وهذا عندما يتّخذ الشخص قرار يقود لنتائج مجهولة الإحتمالات.
- قرارات في حالة جمع بين المخاطرة والشك:وهذا عندما يكون الشخص غير متأكّد من النّتائج التي ترتد عليه بعد اتّخاذ عمليّة القرار، رغم أنّه تتوفّر لديه معلومات تجعله قادراً على تخمين نسبة النّجاح.
والقرارات الناجحة لها مميّزات وسمات، فهي تتّسم بالغرضيّة، والمعقوليّة، والإختيار الصّحيح الأنسب للموقف، ويقوم القرار على مجموعة من البيانات والمعلومات المتوفّرة وليس بناءً على عشوائيّة واعتباطيّة.
واتّخاذ القرار قد يتم بشكل فردي أو جمعي، فإن كانت لديك مشكلة خاصّة بك، فستحلّها لوحدك عن طريق جمع المعلومات المتوافرة حولها، ورصدها واختيار أهمها، ووضع البدائل وانتقاء أحدها للتنفيذ، بينما إن كنت في مؤسسة مرموقة بمنصب صانع قرار، فلابد - وبلا أدنى شك - أن تتّخذ القرار بعد مشورة أعضاء المؤسسة، وفحص المعلومات المتوافرة عن مشكلة ما في المؤسسة، والعمل على حلّها بعصر التّفكير بشكل جماعي، وإنتاج قرار جيّد، يصب في صالح الجميع، ذي تأثير ونتائج إيجابي مستقبلاً.