المادة من مصطلحات علم الفيزياء و كذلك علم الكيمياء و تعرف المادة بأنّها كل ما له كتلة و يشكل حجماً في الفراغ يمكن رصده، كان ذلك تعريف ومعنى المادة الذي كان مقبولاً قبولا ًعاماً في الفيزياء الكلاسيكية، و عليه فتكون كل المركبات التي نراها في حياتنا و كل العناصر المفردة هي امثلة على المادة، فالماء مركب و هو مادة ، و الذهب عنصر و هو مادة.
بقي ذلك التعريف ومعنى للمادة صامدا لفترة زمنية طويلة حتى إستطاع الإنسان إكتشاف مكونات الذرة و أنها ليست أصغر صيغة من المادة فأكتشفت الإلكترونات و البروتونات و النيوترونات، و إعتبرت أجسام صغيرة من المادة و سميت جسيمات أي أجسام صغيرة، لم يتغير عندها مفهوم وتعريف ومعنى المادة بشكل كبير و إن ما نتج هو وجود جسيمات كتلتها و حجمها أقل، و بالتالي أصبح لدينا جسيمات مادية أصغر مما كنا نتوقع.
و لكن تقدم علم الفيزياء وضع تعريف ومعنى المادة في موضع حرج، فقد نتج مع العلماء وجود مادة تشكل حيز و لها نشاط يمكن رصده و لكنها عديمة الكتلة ، و من أمثلة ذلك الفوتونات و الجلونات ، و مما زاد الامر تعقيدا وضع العالم ألبرت أينشتين لمعادلة يثبت فيها تكافؤ الكتلة و الطاقة، و هذا يعني أن الفوتون مثلا عبارة عن مادة حتى لو لم يكن لديه كتلة فهو يشكل حيزا في الفراغ و له طاقة.
مازال العلم الحديث يبحث في المادة ، فاليوم نجد نظريات جديدة تبرز تبين أن كل من البروتونات و النيوترونات ليست جسيمات أولية ، بل إنها تتكون من جسيمات أصغر منها ، سميت تلك الجسيمات المفترضة بالكواركات ، و على الرغم من عدم إمكانية البشر حتى يومنا هذا من رصد كوارك واحد مفرد ، إلا أنّ فرضية وجوده حلت معضلات حقيقية كان علماء الذرة يحيرون فيها!
إنّ فهم المادة و تعريفها مقترن بالنظرية التي توصفها، فوفق نظرية أينشتين فلا يوجد فرق جوهري بين المادة و الطاقة ، و حسب معادلات نظريته حول الطاقة فإنه يمكن تحويل المادة إلى طاقة و العكس ، كذلك فوفق نظرية ميكانياً الكم فإنّ المادة على مستوى الجسيمات تسلك سلوكاً غريباً فهي تتصرف كدالّة موجية غير محدّدة المكان!