المناطق الجغرافية تختلف حسب طبيعة تكوينها وحدودها ومناخها السائد وغيرها من العوامل الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الطبيعة، والجزيرة هي المنطقة اليابسة من الأرض التي يحيطها الماء من جميع الجهات، أما شبة الجزيرة فهي المنطقة من اليابسة التي يحيطها الماء من ثلاث جهات والجهة الرابعة تكون متصلة باليابسة، وشبة الجزيرة العربية هي المنطقة العربية الأصيلة التي تنزل فيها القران الكريم ومن قبله كبر وترعرع فيها نبي الله اسماعيل بين القبائل العربية الأصيلة، ومنها وفيها كانت جذور العرب وأصولهم من فجر التاريخ وبداية الخليقة، أما شبة الجزيرة من الناحية الجغرافية فهي تتكون من مجموعة من دول الخليج العربي وهم السعودية، اليمن، عُمان، الأمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين، الكويت، وجزء من العراق.
ويحدها من الشمال الجهة اليابسة من الأرض وهي الأردن والعراق، ومن الشرق الخليج العربي أو الخليج الفارسي، ومن الغرب البحر الأحمر ومن الجنوب المحيط الهندي، ويميز شبه الجزيرة العربية توحد سكانها من حيث الديانة واللغة حيث أن دين الدولة في جميع بلدان شبة الجزيرة هو الإسلام واللغة الرسمية لهم جميعاً هي اللغة العربية، وتتميز بطبيعتها الصحراوية بشكل عام وفيها رابع أكبر صحراء بالعالم وهي صحراء الربع الخالي والتي تقع جنوب المملكة العربية السعودية.
وكذلك تمتد على طولها في الجانب الغربي سلسة من الجبال وهي سلسة جبال السروات والتي تقع أعلى قممها في السعودية في مناطق الطائف وعسير، ولا يوجد بها أي مسطحات مائية سطحية، غير أنها غنية بآبار المياه وأبار النفط والغاز الطبيعي وحتى عيون الماء الصافي النقي الموجودة بكثرة في مناطق هضبة نجد وهي منطقة وسط المملكة العربية السعودية، وتمتاز جبال الغرب والجنوب والجنوب الشرقي والجنوب الغربي بارتفاعها الشاهق وطبيعتها الخلابة التي تشبه إلى حد كبير طبيعة جبال بلاد الشام، وخصوصاً جبال اليمن وعُمان.
أما المياه فلها أثر كبير ومميز بالنسبة للعالم أجمع حيث أنها تشرف على المحيط الهندي من الناحية الجنوبية وتملك طريق البحر الأحمر كاملاً حيث هو وبنهايته قناة السويس يعتبر الطريق البحري الأسرع بين شرق أسيا وأوروبا، وكذلك الخليج العربي والذي هو منفذ العراق المائي الوحيد على العالم وكذلك هو لإيران عدا بحر قزوين، وتلعب منطقة شبة الجزيرة العربية دوراً دينياً وسياسياً مهماً جداً حيث أنها تمثل رمز المسلمين وقبلتهم بسبب وجود مكة المكرمة في هذه المنطقة،وكذلك بسبب وجود خزانات وآبار النفط في هذه الجزيرة بكثرة والتي تعتبر من مناطق احتياطيات النفط العالمية الكبرى بعد ليبيا وروسيا وأميريكا وبعض المناطق الأخرى.
كما أن هذه المنطقة تمتاز بميزة نادرة وهي عدم تعرضها للإحتلال خلالها تاريخها القديم كاملاً وحتى وقت متأخر من تاريخها الحديث،فلم نسمع بوجود آثار لأحد الحضارات القديمة مثل بلاد الشام والعراق ومصر وحتى أوروبا، غير أنها أكتسبت أهميتها الدينية منذ قدوم نبي الله ابراهيم عليه السلام اليها ثم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وأكتسبت أهميتها الجغرافية من موقعها الكتميز والذي يعتبر حلقة وصل بين أفريقيا وأوروبا وشرق أسيا، وكذلك أهميتها الإقتصاديه من حيث وجود النفط والغاز الطبيعي فيها.