علم الله آدم – عليه السلام -، وهو أبو البشر الأسماء كلها، فكان هذا العلم هو العلم الذي استطاع به آدم أن يبدأ به مسيرة الإنسانية والبشرية العاقلة على هذه الأرض، ومع مرور الزمان، واختلاف الأماكن، وتعاقب الشعوب على سطح هذه الكوكب، تطور العقل وزادت المكتشفات واستطاع الإنسان الإنتقال من سيطرة مرحلة إلى أخرى عبر تعلم العلوم الجديدة، والاكتشافات المذهلة، واختراعه لأدوات تساعده على إكمال حياته على هذه الأرض حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فتعاقبت الأجيال جيلاً بعد جيل، كل جيل يطور عمن سبقه من الأجيال وكل أمة تأخذ من الامم الأخرى فتضيف عليها وتكمل المسيرة. مما أوصل البشرية إلى ذروة إنجازاتها على كافة المستويات والأصعدة اليوم وخصوصاً في النواحي التقنية والعلمية.
انتقال العلوم عبر الأجيال والتطوير عليها، يحتاج إلى التعليم بالدرجة الأولى وحتى يكون التعليم جيداً، يجب أن تتوافر الرغبة عند المتعلم باكتساب العلوم. فلقد كان العلماء في العصور القديمة بلحثين عن التعلب فلم تكن هناك وائل متطورة لنقل المعلومات، فكان الحصول على المعلومة يحتاج إلى المشقة والجهد عن طريق السفر والترحال علبر البلاد المتعددة، فالتعليم كان يكون إما شفوياً عن طريق المعلم عبر تدوين ما يتم سماعه وتلقيه منه أو قراءةً عن طريق مطالعة الكتب في المجالات المختلفة، فقد كان هذان المصدران هما المصدران الرئيسيان للتعلم في تلك الأوقات التي كانت مرهقة على كافة المستويات.
في العصر الحديث جرى الإهتمام بما يعرف بمصادر التعلم وهي المصادر التي يستطيع بها الراغب في التعلم أو التلميذ اكتساب المهارات والعلوم والمعارف الجديدة، وهي تشكل اليوم مجموعة كبيرة من المصادر، فإلى جانب الكتاب المدرسي هناك من وضع ما يستخدمه المعلم من صور وأفلام وسبورات ولوحات وأطلس، وشرائط مسموعة في قائمة مصادر التعلم، أما ما حدث في السنين الأخيرة فقد دخلت مصادر جديدة للتعلم كالحواسيب والحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية (التابلت) على قائمة مصادر التعلم الجديدة، مما ساعد على تسهيل عملية التعلم بشكل كبير، خصوصاً وأن هذه الأجهزة الرقمية عملت على إحلال الكتب الإلكترونية محل الكتب الورقية، كما سهلت عملية التعلم فخففت على الطلاب حمل الكتب والأوراق يوميا من البيت إلى المدرسة ومن المدرسة إلى البيت كما كان يحدث في السابق، إضافة إلى انها ألغت مفهوم وتعريف ومعنى الواجبات البيتية، التي كانت تستنزف من الوقت الذي من المفترض أن يقضيه الطالب مع عائلته او في اللعب إذا كان صغيراً أو في أنشطة لامنهجية يختارها هو تريح نفسيته وتطور مهاراته.