مِن الإعتقاد السائد حول الحنطة السوداء أنّها نوع من أنواع الحبوب ، لكن في حقيقة الأمر فهذا الإعتقاد خاطئ كَون أنّ الحنطة السوداء لا تُعتبر من الحبوب كما و ليست حنطة حقيقية أي قمحاً ، بل تُعد من البذور .
حيث تعتبر الحنطة مِن مملكة النباتات ، فهي من النباتات التي تَتْبع الفصيلة البطباطية ، وهي من ثنائيات الفلقة. واشتهرت بأنواعها الثلاث الصنف الصنف البري ن الصنف المُعَمَّر نصف الشجيري ، والحقلي الطويل والمُتوسط والقصير . زراعة الحنطة السوداء انتشرت في المناطق ذات الجو المعتدل الدافئ من نصف الكرة الأرضية الشمالي .وعرفت منذ أربعة آلاف سنة وأكثر ، وأول زراعة للحنطة السوداء كان في المرتفعات الجبلية شمالي كوريا والصين والهند .
لتنتقل بعد ذلك وبالتدرُّج إلى آسيا الوسطى ، للمناطق الجنوبية والأوربية من روسيا وذلك في القرن الأول للميلاد . وانتقلت بعد ذلك إلى أوروبا وأميركا الشمالية ، وإلى افريقيا مؤخراً . ويحتل من ناحية اتساع المساحة المزروعة بالحنطة السوداء المركز الأول الاتحاد السوفييتي ، ومِن بعده في الترتيب بولونيا ، فرنسا ، كندا ، اليابان ، والولايت المتحدّة الأمريكية . نُضج الحنطة السوداء يبدأ من الأسفل إلى الأعلى ، أي في أوقات ومراحل مختلفة ، وكون أن بذورها سريعة في التساقط كان من اللازم جمع محصولها قبل البدء بتساقط بذورها لِتجنُّب ضياع المحصول . وعِند إرتفاع درجات الحرارة و تحسن الأحوال الجويّة والتأكد من عدم حصول صقيع ربيعي بعد ذلك ، يتم زرع الحنطة السوداء ، وذلك عند وصول درجات الحرارة إلى معدل 12 درجة مئوية ، ليتم إزهارها وعقدها قبيل بدء الحر الشديد و الجفاف . ومن المُفضّل زراعتها في أرض تتّسم بالتحضير الجيّد ، وتخلو من الأعشاب الضارة ، وبِما يتعلق بالمناطق الجافة الحنطة يتم زراعتها في الأراضي ذات الرطوبة الأوفر وأماكن تساقط الثلوج التي تدوم لفترة طويلة كي يُساعد على حفظ الرطوبة النسبية التي يحتاجه النبات في التربة . كما من المُفضل زراعتها بعد محصول سابق مُسمّد بالسمّاد العضوي و ، وتُرطّب بذور الحنطة بالماء قبل زراعتها .
فوائد الحنطة السوداء :
- تخلو الحنطة السوداء من الغلوتين وهذا أهم ما يميزها ، حيث تعد ممتازة للأشخاص المصابين من حساسية الغلوتين ويريدون أكل حبوباً سهلة الهضم .
- تحتوي الحنطة السوداء على الكثير من المعادن ، ومُقارنةً بالارز فهي تحتوي على أربعة أضعاف من الحديد وأكثر من تسعة أضعاف من المغنيزيوم ، وثلاثة أضعاف من الكالسيوم ، وتسع أضعاف من البوتاسيوم، وضعفين من النحاس والزنك والمنغنيز .
- مصدر جيّد للألياف " القابلة للإنحلال " وهي نوع من الألياف التي تعمل على حجز الماء كالإسفنج ، وتقوم بتشكيل مادّة هلامية ، هذه المادة تجعل الوقت اللازم لانتقال الطعام إلى الجهاز الهضمي طويلاً حيث يشعر من يأكلها بالشبع .