الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله عند حدوث بعض الخلافات بين الأزواج يتطلب ذلك إنهاء العلاقة الزوجية بينهم ، فيتم الطلاق وتذهب المرأة إلى بيت أبيها وتستعد لإتمام العدة . تعني العدة بأنها هي الفترة التي تقضيها المرأة في المنزل دون خروجها منه ودون انكشافها على المحرَمين عليها ، وذلك فترة معينة حسب حالة المطلقة . و يحرم على المرأة خلال هذه الفترة الزواج مطلقاً . تختلف عدة المطلقة من حالة إلى اخرى فعدة المطلقة بعد الدخول تكون ثلاثة قروء كاملة ، وذلك حسب قوله تعالى :”والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء” سورة البقرة ، آية رقم 228 . والقروء بمعنى بلوغها ثلاثة حيضات متتاليات ، فإذا فارق الرجل زوجته المدخول بها وهي في حالة طهارة ، عليها أن تتجاوز الثلاث حيضات حتى تنتهي عدتها كاملة بعد افتراقها عن زوجها ، وإذا فارقها زوجها وهي ليست في حالة طهارة ، أي أنه طلقها خلال محيضها ، لا تحتسب هذه الحيضة التي طلقها حينها بها ، وتبدأ الثلاث حيضات الكاملات بعد انتهاء الحيضة التي وقع في فترتها الطلاق ، وإذا انتهت الثلاث حيضات قبل انقضاء ثلاثة أشهر ، على المرأة المطلقة أن تحلف يميناً بذلك ، حتى يقبل انتهاء عدتها كاملة .
لكن في حالة المرأة غير المدخول بها تختلف ظروفها من ناحية العدة لها ، حيث قال الله تعالى : “ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها “ سورة الأحزاب . آية رقم 49 ، أي أن المرأة المطلقة غير المدخول بها ليس لها عدة أبداً. وفي حالة الطلقة الرجعية ، بمعنى الطلقة الأولى أو الثانية للمرأة المتزوجة التي يمكن بعدها أن ترجع المرأة إلى بيت زوجها ، توجب على الرجل النفقة للمرأة طوال فترة العدة ، ولا يجوز للمرأة خلال فترة العدة أن تتزوج ، وترجع إلى زوجها بدون عقد جديد ، وتنقضي عدتها بعد طهارتها من ثلاثة حيضات كاملات . على المرأة أن تقضي فترة عدتها في بيت الزوجية وهذا الاختيار في المرتبة الأولى ، لكن في حالة بعد بيت الزوجية عن العمران ، وفي حالة الحرص على عدم ازدياد الخلافات بين الزوجين ، تلجأ المرأة المطلقة إلى الذهاب إلى بيت أبيها ، حتى تتم رعايتها من قبل أهلها .