السهو في اللغة هو الغفلة والذهول عن الشيء. وأما في الشريعة الإسلامية، فهو الذهول عن الصلاة وبالتالي حدوث زيادة أو نقصان أو شك بالقيام بأحد أركانها أو واجباتها أو ركعاتها.
فإن شك الشخص بكمال صلاته؛ بزيادة أو نقصان في أركانها أو واجباتها أو ركعاتها ، فعليه أن يتحرى الصواب فيما فعل، وإن لم يذكر بنى فعله على اليقين، وهو اعتبار أنه لم يفعله، ثم يسجد سجدتين بنية سجود السهو عند الإنتهاء من صلاته لجبر الخلل الذي حصل في صلاته.
أما عن أحكام السهو في الصلاة فهي كالآتي:
قد قلنا أن من يسهو في صلاته فعليه سجدتان في آخر الصلاة بنية سجود السهو، وإن هاتان السجدتان هما سنة مؤكدة وليس فرضا، ويعتبر واجبا لسد الخلل في الصلاة. والأصل أن الشخص إذا سهى عن صلاته وشك فيها في الركعتين الأوليتين أو في فرض المغرب ذو الثلاث ركعات فعليه الإعادة وليس سجود السهو.
ويسجد سجود السهو في حال الزيادة بالقيام أو القعود أو الركوع أو السجود. وعليه إن أدرك فعله بالزيادة أثناء القيام به، وجب عليه أن لا يكمل، وأن يسجد سجود السهو في آخر الصلاة.
ويسجد سجود السهو عند الشك بالقيام بأحد أمور الصلاة أو حتى عدد الركعات، فمثلاً في صلاة الفريضة ذات الأربع ركعات، إذا لم يذكر إذا صلى ثلاث أو أربع ركعات، فعليه أن يبني على اليقين وهو أن يعتبر أنه لم يصل إلا ثلاث ركعات ويتمم الركعة الرابعة ثم يسجد للسهو في آخر الصلاة.
وقد جاء في صحيح مسلم- كتاب المساجد ومواضع الصلاة- باب السهو في الصلاة والسجود له: 888 [ ص: 400 ] 571 "وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا موسى بن داود حدثنا سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعاً فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمساً شفعن له صلاته وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي عبد الله حدثني داود بن قيس عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد وفي معناه قال يسجد سجدتين قبل السلام كما قال سليمان بن بلال"
كما يسجد سجود السهو عند حدوث نقص في صلاته، والنقص يكون إما في أركان الصلاة (تكبيرة الإحرام، قراءة الفاتحة مع كل ركعة، الركوع، السجود، التشهد الأخير، الصلاة على النبي، الجلوس بين السجدتين) أو في واجبات الصلاة (جميع التكبيرات ما عدا تكبيرة الإحرام، قول سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، التسبيح في الركوع، التسبيح في السجود، التشهد الأول)، وأما إذا نسي القيام بأحد أركان الصلاة ولم يصل في الركعة الثانية لنفس الركن، وجب عليه إكمال ما نسي وأن يكمل من موضع النسيان مرة أخرى. وأما إذا وصل لنفس الركن الذي نسي القيام به في الركعة الثانية، تلغى الركعة التي نسي فيها الركن، وتقوم الركعة التي بعدها مقامها ويكمل الصلاة ثم يسجد للسهو، وأما إذا نسي القيام بأحد واجبات الصلاة ولم يصل في الركعة الثانية لنفس الركن، وجب عليه إكمال ما نسي وأن يكمل من موضع النسيان مرة أخرى، وأما إذا وصل لنفس الواجب الذي نسي القيام به في الركعة الثانية، فيكمل صلاته ولا يرجع إليه، ويسجد سجود السهو في نهاية الصلاة.
ويكون سجود السهو بسجدتين عند الانتهاء من الصلاة وقبل التسليم في حال الشك وترجيح اليقين، أو نقصان فعل من واجبات الصلاة. ويكون بعد الإنتهاء من الصلاة والتسليم بتكبير وسجدتين وتسليم في باقي الحالات التي يجب بها سجود السهو.