إن تسوية الصفوف من تمام الصلاة، وقد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة وبعبارات وكلمات وعبارات متنوعة، لنتعرف على كيفيتها وحكمها والفاظ الدالة عليها :
ترتيب الصفوف في الصلاة :
أن أقَلُّ الجماعة اثنان، واعلم أيضاً أن ترتيب الصُّفوف في صلاة الجماعة يَكون على النَّحْو الآتي:
- إذا كان المأمومُ رجلاً أو صبيًّا؛ فإنَّه يقف عن يمين الإمام بِجانبه تَمامًا، فلا يتقدَّم عنه ولا يتأخَّر.
- فإن كانوا ثلاثةً أو أكثر، تقدَّمَ الإمام وَصَفَّ المأمومان أو المأمومون خلْفَه.
إذا أمَّت المرأةُ المرأةَ، وقفَتْ بِجانبها، فإن كُنَّ نسوة (يعني أكثر من اثنين)، وقفت وَسَطَهُنَّ (يعني لا تتقدم عنهم، بل يُحاذيهِم).
- إذا كان مع الإمام: رجل وامرأة، فإن الرَّجل يقف بحذاء الإمام، وتقفَ المرأة خلفهما، فإن كان مع الإمام: رجلان وامرأة، فإن الرجلان يقَفان خلف الإمام، وتقف المرأة خلفَ الرجلين؛ فإن كان مع الإمام امرأةٌ فقط، صلَّتْ خلفه، وفي هذه الصُّورة يُكرَه أن يؤمَّ الرَّجلُ المرأة الأجنبيَّة بِمُفردها؛ حتَّى لا تكون خُلوَةً، إلاَّ أن تكون مِن مَحارمه، واعلم أن هذه الكراهة كراهةُ تَحْريم، كما نصَّ على ذلك الإمامُ النَّووي
- إذا وقف المأموم عن يَسار الإمام، أداره الإمامُ مِن خلفه، حتَّى يوقفه عن يمينه.
- إن وقف المأموم عن يَمين الإمام، ثم جاء آخر فوقَفَ عن يساره، أخَّرَهما الإمامُ إلى ورائه.
- إذا كَبَّرَ اثنان خلف الإمام، ثُم خرج أحدُهما لِعُذر، تقدَّمَ الثاني حتَّى يقف بحذاء الإمام عن يمينه.
- إذا دخل رَجُلٌ المسجد، فوجد رجلان يصليان معاً في جماعة، وَكَانَا في وضع السجود، فإنه يسجد عن يمين المأموم، أو يسجد عن يسار الإمام، ثم عندما يقف الإمام فإن المأمومان يَرجعان لِيَصْطَفوا خلفه.
تسوية الصفوف:
- الرَّاجح وجوب تسوية الصُّفوف، فعن النُعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لَتُسَوُّنَّ بين صفوفكم، أو لَيُخالِفَنَّ الله بين وجوهكم)) ، وفي بعض الروايات: ((بين قُلوبكم))، وقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أيضاً: ((سَوُّوا صُفوفَكم؛ فإنَّ تسوية الصُّفوف من إقامة الصلاة)) - وفي روايةٍ -: ((مِن تَمام الصَّلاة)).
واعلم أن هذه التَّسوية تتحقَّق بِمُراعاة الأمور التالية:
- المُحاذاة: بحيث لا يتقدَّم أحدٌ على أحد، وهذه المُحاذاة تكون بالمَناكب (يعني بالأكتاف)، وكذلك تكون بالأَكْعُب، وأمَّا المحاذاة بأطراف أصابع الأرجُل، فهو خطأ؛ لأنَّ أقدام الناس تختلف طولاً وقِصَرًا.
- التَّراص: بحيث لا يكون هناك فُرُجات وخَلَلٌ بين الصُّفوف، فقد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أقيموا الصُّفوف، وحاذُوا بين المناكب، وسدُّوا الخلل، وَلِينُوا بأيدي إخوانكم، ولا تذَروا فرُجاتٍ للشيطان، ومَن وصَلَ صفًّا وصَلَه الله، ومن قطعَ صفًّا قطعه الله)).
- تقارب الصفوف: وقد تقدَّم في حديث أنسٍ قولُه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رصُّوا صفوفكم، وقاربوا بينها)) يعني اجعلوا صفوفكم يقترب بعضها من بعض، بحيث تكون المسافة بين الصف والآخر بمقدار السجود قدر المستطاع.
- إتمام الصُّفوف: بحيث لا يبدأ أحد في صفٍّ حتَّى يتِمَّ الذي قبله؛ فقد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أتِمُّوا الصفَّ المقدَّم، ثم الذي يليه، فما كان مِن نقصٍ، فلْيَكن في الصفِّ المؤخَّر))، قلنا: وكيف تصِفُّ الملائكة عند ربِّها؟ قال: ((يتمُّون الصُّفوف المقدَّمة، ويتَراصُّون في الصَّف)) .
- من الألفاظ الواردة عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لتسوية الصُّفوف:
((سَوُّوا صفوفكم؛ فإنَّ تسوية الصفوف من إقامة الصلاة))، ((أقيموا صُفوفكم)) ثلاثًا، ((لا تختلفوا فتختَلِف قلوبُكم))، ((أقيموا صفوفكم، وحاذوا بين المَناكب، وسُدُّوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذَرُوا فُرجاتٍ للشيطان، ومن وصَلَ صفًّا وصله الله، ومن قطع صفًّا قطعه الله))، ((رُصُّوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق))، ((أتِمُّوا الصف المقدَّم، ثم الذي يليه، فما كان من نقصٍ، فلْيَكن في الصف المؤخَّر)).