كثيراً ما نسمع في حياتنا المعاصرة كلاماً يخرج من أفواه البشر لا يرضي الله سبحانه و تعالى ، فكم تسمع من سبابٍ و لعنٍ و شتائم يتبادلها النّاس فيما بينهم ، و كم ترى من مشاكل وعيوب و مشاجراتٍ تقع لأتفه الما هى اسباب ، و ما يحصل في مجتمعانا هو نتيجةٌ طبيعيّةٌ لبعد النّاس عن دينهم و شريعتهم ، فالمسلم كما بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم ليس بالطّعان و لا اللّعان و لا الفاحش و لا البذيء ، و المسلم يعلم بأنّ كثيراً من النّاس يدخلون النّار و يكبّون على مناخرهم يوم القيامة بسبب حصاد ألسنتهم ، كما ذكر النّبي الكريم ، و كما قال الشّاعر لسانك حصانك إن صنته صانك ، فصيانة اللّسان من آفاته هي مدعاة لنيل رضا الله سبحانه و تعالى و الفوز بالجنّة ، و على الإنسان ألا يستهين بهفوات اللّسان فربّ كلمةٍ أودت بصاحبها إلى النّار ، ففي الحديث إنّ الرّجل ليتكلّم بالكلمة لا يلقي لها بالاً لتهوي به في نار جهنّم سبعين خريفاً ، و الكلمة قد تكون مفتاحاً للشرّ و الفتنة بين النّاس ، و قد تكون الكلمة مفتاح للإصلاح و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، قال تعالى ( لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين النّاس ) ، صدق الله العظيم .
و من آفات اللّسان ما نسمعه كثيراً على ألسنة بعض الرّجال في عصرنا الحاضر ، حيث يقوم بتهديد زوجته بعبارة الطّلاق بين الحين و الآخر ، فالإسلام حين شرع الزّواج شرع له أحكاماً و توجيهاتٍ تساهم في توفير ما هى اسباب السّكينة و الطّمأنينة في الأسرة ، و تشيع روح المودّة بين الأزواج ، و لم يشرع الله الطّلاق إلا كحلٍّ نهائيٍ لاستحالة استمرار الحياة الزّوجيّة ، فليست كلمة الطّلاق إذن تسليةً تردّدها الألسن ، و إنّ الطّلاق لا يقع بمجرّد تهديد الزّوجة به ، و إنّما بالتّلفظ الواضح به ، و على الرّجل المسلم حفظ لسانه دائماً من آفات اللّسان و إذا وجد من زوجته أمراً يستحيل بعده البقاء معها سرّحها بمعروفٍ وفق ضوابط الشّرع الحكيم ، قال تعالى ( فإمساكٌ بمعروفق أو تسريحٌ بإحسان ) .