حقيقة فإن كتلة البروتون أكبر من كتلة الإلكترون بما يعادل ألفاً و ثمانمائة و ستة وثلاثون مرة ( 1836 مرة )، أي أنّ البروتون الواحد تعادل كتلته ما يبلغ كتلة 1836 إلكتروناً، و هنا نتكلم عن الكتلة و ليس الوزن ، إذ لا إعتبار للوزن هنا ( على المستوى الذري )، كذلك لسنا بصدد تحديد الحجم إذ أنّ فيزياء الكم الحديثة تفترض وجود الإلكترون على شكل دالة موجية لذلك من الصعب إفتراض أنّه جسيم كروي و حساب نصف قطره بناء على تلك النتيجة ( مع العلم أن بعض العلماء قاموا بتطبيق معادلة أينشتين لتكافؤ الكتلة و الطاقة و حساب ما يسمّى نصف القطر الإفتراضي للإلكترون ) .
و مع هذا الفارق الرهيب في الكتلة إلا أنّ لكل من الإلكترون و البروتون نفس الشحنة الكربائية تماما و لكن بإشارتين متعاكستين ، إذ تبلغ شحنة الإلكترون 1.602 مضروباً في 10 مرفوعة للأس -19 كولومب ، و هي شحنة كهربائية سالبة ، و للبروتون نفس هذه الشحنة تماماً و لكنّها شحنة موجبة.
يعتبر الإلكترون حتى يومنا هذا جسيماً أولياً ( أي أنّه لا يتكون من جسيمات أصغر منه ) ، و قد كان البروتون يعد كذلك أيضاً ، و لكن مع تقدم علوم الفيزياء الكمية لاحظ العلماء ظواهر تخص كل من البروتونات و النيوترونات لا يمكن تفسيرها إلا بإفتراض أنّ كل من البروتونات و النيوترونات ليست جسيمات أولية ، أي أنها تتكون بدورها من جسيمات أصغر منها، و تعرف هذه الوحدات الأصغر في بناء البروتونات بإسم الكواركات.
ففي حين أنّ الإلكترون لا زال يعد ليومنا هذا جسيماً أولياً ( من يدري ما سيكتشف غداً !! ) فقد أضحى البروتون الذي كتلته تعادل كتلة 1836 إلكتروناً جسيماً ضخماً و ليس أولياً فهو يتكون كما يفترض علماء الذرة في عصرنا الحالي على الأقل من ثلاث وحدات بنائية ( ربما تكون هذه الوحدات مستقبلا أيضا مكونة متعرف ما هو أدق منها!!!!) تسمى الواحدة منها كوارك ، فالبروتون مبني من ثلاث كواركات.