إنّ الهيدروجين، أو بالإنجليزية (Hydrogen): هو أحد العناصر الكيميائية الهامة، ومن خصائصه العامة: أنه يحمل الرمز (H)، والعدد الذري (1)، وهو عبارة عن غاز عديم اللون والرائحة، وسريع الاشتعال. وعندما يكون في حالة البلازما يكون ذو بريق أو وميض أحمر قرمزي. اكتشفه العالم البريطاني: (هنري كافنديش) في عام 1766م. وفي عام 1783م، قام العالم الفرنسي: (أنطوان لافوازييه) بتسمية العنصر الذي اكتشفه كافنديش بـ (الهيدروجين).
ينتمي الهيدروجين إلى المجموعة الأولى في الجدول الدوري للعناصر، وهو أول عنصر فيها. والهيدروجين هو عنصر شاذ في هذه المجموعة، وذلك لأنه العنصر اللافلزي الوحيد فيها، حيث أن بقية العناصر في تلك المجموعة كلها عناصر فلزية قلوية، ومن تلك العناصر الفلزيّة القلويّة الموجودة في تلك المجموعة: الليثيوم (Li)، والصوديوم (Na)، والبوتاسيوم (K). ولعل السبب الذي جعل الكيميائيين يضعون الهيدروجين في هذه المجموعة، هو تشابه الهيدروجين في بعض خصائصه مع الفلزّات القلويّة.
يعتبر الهيدروجين أخف العناصر وزنًا، وهو أيضاً أخف من الهواء بأربعة عشر مرة. كما أنّه أكثر العناصر وفرةً في الكون، حيث يشكل ما نسبه 75% بالنسبة لبقية العناصر الموجودة في الكون. وعلى كوكب الأرض يعتبر الهيدروجين ثالث أكثر العناصر وفرةً بعد الأكسجين والسيليكون. حيث يتواجد الهيدروجين بوفرة على شكل مركبات كيميائية، ومن أشهر هذه المركبات: (الماء)، حيث يعتبر الماء مركبًا كيميائيًا يتكون من ذرتي هيدروجين، وذرة أكسجين. ويتواجد الهيدروجين بنسبة قليلة جدًا في الغلاف الجوي بشكلٍ حر، حيث يكون في الحالة الغازية، ويكون ثنائي الذرة (H2).
إن غاز الهيدروجين هو غاز غير سام، وغير مضرٍ بالبيئة، ولكنه قد يشكل خطرًا في بعض الحالات عند احتراقه، حيث أن احتراقه قد يشكل انفجارًا خطيرًا، حيث يمتاز الهيدروجين بأن له قابلية كبيرة للاشتعال. كما أنه قد يؤدي للاختناق في حال تركيز نسبة عالية منه في جسم الإنسان. وفي حال تفاعله مع عناصر أخرى كالكلور والفلور قد يؤدي استنشاقه إلى أضرار في الجهاز التنفسي.
إنّ من أشهر حوادث الانفجار التي كان سببها احتراق الهيدروجين، هي حادثة منظاد هيندنبورغ الذي تحطم في عام 1937م، وهذا المنطاد هو منطاد ألماني كان يستخدم لنقل الركاب. وقد تحطم هذا المنطاد وانفجر أثناء هبوطه بمطار ليكهرست في نيو جيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان قادمًا من مدينة فرانكفورت في ألمانيا. وقد كان سبب الإنفجار هو اشتعال الهيدروجين الذي كان يرفع المنطاد. وقد نجم عن هذا الإنفجار مقتل 36 راكبًا من أصل 96. وكان هذا الحادث هو السبب في التوقّف عن استخدام المناطيد في خدمات النقل الجوي للركاب.