تعد المعادن أحد أهم الثروات التي استخدمها البشر منذ القديم في الأمور المختلفة كصناعة الأسلحة والأدوات المختلفة للطهي والزراعة وغيرها، وفيما بعد الثورة الصناعية ازداد الطلب على المعادن وتعددت استعمالاتها بكثرة بحيث أصبحت الدول الغنية بالمعادن هي أغنى الدول وأًبحت الدول تتقاتل فيما بينها للحصول على المعادن.
ويوجد في الطبيعة العديد من المعادن التي قام العلماء باكتشافها حتى الآن وقاموا باستخدام العديد منها في الصناعات المختلفة وتتنوع المعادن بصفاتها وطبائعها من حيث الكثافة والصلابة واللون والخصائص الأخرى فليست جميعها ثقيلة وكثيفة كما في أذهان العديد من الناس عند سماعهم لكلمة معدن فمنها تعرف ما هو خفيف جداً بحيث يطفو فوق الماء وفي الواقع يوجد ثلاث معادن تطفو فوق الماء، واخف المعادن الموجودة على سطح الأرض هو الليثيوم وهو العنصر الثالث في الجدول الدوري من حيث العدد الذري وتبلغ كثافته 0.534 جرام/سنتيمتر مكعب فهو بذلك يطفو فوق الماء الذي تبلغ كثافته 1000 جرام/ سنتيمتر مكعب.
والليثيوم هو معدن ذو لون أبيض فضي اللون وهو لين من حيث القساوة وشديد التفاعل مع الماء ومع النتروجين لذلك لا يوجد في الطبيعة بشكل منفصل بل يكون متفاعلاً مع مواد أخرى ولذلك يتم حفظه في الزيت عن تنقيته، ويوجد الليثيوم في جسم الإنسان أيضاً بنسبة قليلة ولكن لا يتم استخدامه من قبل الجسم في اى نشاطات حيوية في داخل الجسم فلا أهمية وفائدة له في ذلك ويستخدم بالعادة في المجالات الحيوية كعلاج و دواء لبعض الأمراض العصبية النفسية كالاكتئاب.
وكان أول استخدام لليثيوم في المجالات الصناعية أجل انتاج شحم الليثيوم الذي كان يستخدم في تشحييم محركات الطائرات ويستخدم أيضاً في إنتاج أقلام الرصاص وتركيب الشموع، واستخدم الليثيوم بكثرة في الحرب العالمية الثانية وازداد الطلب عليه أيضاً في أثناء الحرب الباردة من أجل انتاج الأسلحة النووية، وبعد انتهائها انخفض الطلب على الليثيوم حتى ظهو استخدام آخر له والذي يعد الاستخدام الأكثر انتشاراً في الوقت الحالي وهو في صناعة بطاريات الليثيوم التي تستعمل الليثيوم كمصعد وبطارية الليثيوم- أيون القابلة لإعادة الشحن أكثر من مرة والتي تستخدم في مختلف التطبيقات من ألعاب الأطفال وحتى المركبات الفضائية نظراً لسعتها الكهربائية العالية.
ويتوفر الليثيوم على سطح الأرض بشكل واسع جداً وذلك على شكل أملاح في البحار أو متفاعلاً مع مواد أخرى في الطبيعة وتقدر كميته على سطح الأرض بما يقارب 230 بليون طن، وكما أنّه يوجد في الكون أيضاً فتقوم النجوم القديمة باستهلاكه في الكون كما أنّه يعتبر العنصر الثالث بالنسبة لترتيب التكون من بعد الهيدروجين والهيليوم بحسب نظرية النفجار العظيم.