هناك حوادث حدثت في العالم استطاعت أن تغيّر وجه التاريخ، فقد أصبح التاريخ قبل حدوثها مختلفاً تماماً عن بعد حدوثها؛ فهذه الأحداث علامات و دلائل فارقة غيّرت وجه البشريّة، وغيّرت مفهوم وتعريف ومعنى البشر عن الأشياء وغيرت منظورهم.
منذ أن جاء العالم إسحق نيوتن استطاع أن يتوصّل إلى ما يعرف بقوانين نيوتن للحركة، والتي ساد في العالم وفي المعتقدات سواء العلميّة أو العاميّة أن هذه القوانين هي التي تحكم كلّ شيء في هذا الكون، ولكن المفاجأة حصلت عندما جاء العالم ألبرت آينشتاين الّذي قلب المفاهيم رأساً على عقب، وذلك يعود إلى ما امتلكه هذا العالم الفذ من عبقريّة لا توصف، فما توصّل إليه هذا العالم عظيمٌ بكلّ النواحي والمستويات، ومنذ ذلك الوقت إلى وقتنا هذا دأب العلماء على دراسة ما توصل إليه هذا العالم العملاق ودراسة ما جاء به والّذي كان سبباً في شهرته وهو (النظريّة النسبيّة)، بالإضافة إلى الأمور الأخرى التي تعمّق فيها وحلّلها هذا العالم الكبير.
النظرية النسبية
تعتبر النظرية النسبية واحدة من أهم وأبرز ما جاء به العالم ألبرت آينشتاين؛ حيث استطاعت هذه النظرية أن تقلب الموازين والمفاهيم في الأساسيّات التي يقوم عليها علم الفيزياء والتي من أبرزها: مفاهيم الطاقة والزّمان والمكان والكتلة، فقد تطوّر علم الفيزياء نتيجة جهد هذا العالم تطوّراً غير طبيعي وانتقلت علوم الفيزياء والفيزياء الفضائيّة من مجال إلى مجال آخر، واستطاعت أن تقلب وتحوّل كافة المفاهيم التي أشار إليها العالم إسحاق نيوتن.
توصّل العالم ألبرت آينشتاين من خلال النظرية النسبية إلى أنّ كلّ أنواع الحركات هي حركات نسبية، وأنّ الوقت لم يعد ثابتاً كما كان مفترضاً من قبل بل أصبح مفهوماً متغيّراً غير محدود بمكان معيّن، بالإضافة إلى توصّله من خلال هذه النظرية العظيمة إلى أنّ الوقت متوقّفٌ على سرعة الجسم المتحرّك ممّا أنتج ما يُعرف بتقلّص الزمن، بالإضافة إلى ذلك فقد استطاع آينشتاين من خلال النظرية النسبية أن يدمج بين مفهومي الزمان والمكان بعد أن كانا منفصلين تماماً عن بعضهما البعض.
كانت نتيجة هذه الأمور كلّها بأن تغيّرت طريقة التعاطي مع الكون ككل، وتغيّرت النظرة إليه، بالإضافة إلى التغيّر الذي حصل في مفاهيم الفيزياء الكلاسيكيّة، فلم تعد الفيزياء كالسابق، كما أنّ النسبيّة ساعدت وبشكل كبير على توصّل العلماء إلى العديد من التطبيقات المختلفة والتي من أبرزها التطبيق شائع الاستعمال وهو تطبيق الـ GPS، إضافةً إلى استعمالات أخرى متعدّدة في علم الكون والفيزياء الفلكيّة.