تُعتبر الجمهوريّة الجزائريّة من أكبر دول قارة أفريقيا، وذلك من حيث مساحتها الكبيرة، وأيضاً تعتبر من أكبر البلاد في العالم حيث تحتلّ المرتبة العاشرة عالمياً في كِبَر مساحتها، وهي واقعة في القسم الشمالي من أفريقيا، وتشغل الصحراء الجزائريّة القسم الأكبر من مساحتها، إضافة لما فيها من تلالٍ وهضابٍ، وحتّى ساحلٍ يُطلّ على البحر الأبيض المتوسّط.
تتمتّع دولة الجزائر بمكانة هامّة سياحيّة، نظراً لموقعها المتميّز على البحر الأبيض المتوسّط، حيث نجد بأنّ السياحة البحريّة تأتي في المرتبة الأولى فيها، إذ تنشط فيها وخاصّة في فصل الصيف حيث يكثر المصطافين إن كانوا من أهل الجزائر أو سوّاح أجانب يتمتّعون بزرقة البحر وبرمال شواطئها ذات اللون الذهبي.
تحوز مدينة وهران السّاحليّة على لقب (عروس السّاحل الجزائري) وهي التي تبعد مسافة تقدّر بـ 450 كيلو متراً مربّعاً عن العاصمة الجزائريّة، وتتصف بمناخها المعتدل، مناخ حوض البحر الأبيض المتوسّط، حيث يكون الشتاء فيها دافئاً، وتمتاز بشواطئها ذات المناظر الخلاّبة، وأشهر هذه الشواطئ هو (شاطئ مداغ) والذي يعتبر بالنسبة للسياح قبلة لهم، وأيضاً شواطئ (مستغانم) و (الغزوات)، ومن الجهة الشرقيّة هنالك عدّة شواطئ مهمّة كـ (عنابة)، و (بجاية)، وأيضاً (سيدي فرج) وغيرها الكثير والتي تشتهر بالأثار التي تعود إلى العصر الروماني، ونجد بمحاذاة الشواطئ هنالك الغابات ذات الكثافة الشجريّة، وأيضاً سهولها الغنيّة، وما يجذب السّائح إلى هذه الشواطئ خاصّة محبّي الغوص وهواته، هو رؤية الشعب المرجانية الموجودة في (القالة).
إنّ في الجزائر الكثير من الغابات وأيضاً الجبال الصخرية التي تأخذ شكل سلاسل، إضافة إلى البحيرات الموجودة في الجهة الشرقيّة وهنالك أيضاً السبخات التي تمتدّ حتّى المغرب، والتي من شأنها أن تضيف جواً معتدلاً في جميع الفصول، والتي من شأنها أن تهب الطبيعة هناك التنوّع البيئي، وغالباً ما يذهب السائح إلى جبال الأطلس التلي، والتي تعتبر أطول سلاسل جبليّة في القارة الأفريقيّة ككل، وهي ممتدةّ بشكل محاذي للشريط السّاحلي، وأهم هذه الجبال الموجودة ذو الشهرة الواسعة هي (جبال جرجرة)، حيث تغطّيها الثلوج بشكل كبير خلال فصل الشتاء.
أمّا سهولها فهي ذات خصوبة عالية حيث نجد (سهل متيجة) هو الأخصب بالنسبة للتربة الموجودة في الدولة الجزائريّة، حيث يمتد بمسافة تصل إلى 100 كيلو متراً مربّعاً، ونجد في هذه الدولة محميّات بيئيّة كثيرة، وخاصّة في ولاية قالمة وأيضاً ولاية الطارف، حيث تكثر فيها الحيوانات من مختلف أنواعها، وأيضاً الطيور، فنجد اللقلق، وطائر الحسّون، وأيضاً الأيل البربري.
إنّ الصحراء الجزائريّة والتي تغطّي مساحة تقدّر بـ 84 % من مساحة الدولة، لذلك تحتل المرتبة الثّانية كأكبر الصحاري على مستوى العالم، وتتميّز هذه الصحراء بجمال أخّاذ، حيث يقصدها أغلب السياح للتمتّع بروعة جمالها، وبذلك تعتبر القبلة الثّانية للسياح القاصدين السياحة في الجزائر، وأخذت شهرتها من وجود رسومات تعود للعصر الحجري القديم موجودة في ما يعرف بـحظيرتي (طاسيلي ناجر) وأيضاً (الهقار)، والتي تحكي قصّة تاريخ الدولة القديم، وفيها جبال بركانيّة المنشأ، يُراقب منها شروق الشمس وغروبها في سحر لا اجمل وافضل ولا أروع منه.
تكثر في الدولة الجزائريّة المنتجعات والمسابح، حيث من شأنها إنعاش السياحة وخاصّة في فصل الصيف، أمّا في فصل الشّتاء فإنّ رياضة التزلّج هي الاحسن وأفضل والمبتغى على الإطلاق. إنّ دولة الجزائر شاهدة على تراثٍ إسلامي أوروبي، فأينما وجدت الموسيقا تُعزف لتذكّر بتراثٍ أندلسي يذخر بالأصالة، وتتمتّع بوفرة مساجدها التي تعود إلى القرن 16 للميلاد، وآثارها المعماريّة التراثيّة شاهدة على تاريخها العظيم.