المسجد الأقصى هو أحد المساجد الأكثر أهميّة على امتداد العالم الإسلامي كله، وهو أحد المعالم الأكثر قدسيّة في هذا العالم عند كل المسلمين، وتنبُع أهميّة هذا المعلم الإسلامي الهام عند المسلمين كونه يعد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفيّن بعد الحرم المكّي في مكّة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
يقع المسجد الأقصى في فلسطين وتحديداً في البلدة القديمة في القدس، والمسجد الأقصى هو كل ما يقع إلى الداخل من سور المسجد الخارجي، كما ويقع المسجد الأقصى بشكل أكثر تحديداً في الجنوب الشرقي من البلدة القديمة، بالإضافة لوقوع المسجد الأقصى المبارك فوق الهضبة المعروفة باسم هضبة موريا. تبلغ مساحة المسجد الأقصى ما يقارب الـ 144 دونماً، ومن أبرز المعالم التي يحتوي عليها المسجد الأقصى، مسجدي قبة الصخرة المشرفة والمسجد القبلي، والعديد من المواقع والمعالم البارزة في هذا المسجد، وفي إحصائية لعدد المعالم التي يحتوي عليها هذا المسجد فقد وصلت إلى 200 معلم.
ورد ذكر المسجد الأقصى في كتاب الله – عز وجل – في الآية الكريمة " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى? بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ? إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
وحالياً وفي يومنا هذا يتعرّض المسجد الأقصى إلى هجمة شرسة من كافّة الجهات والنواحي، أمّا الأُمة الإسلامية فهي غافلة في سباتها العميق، والهجمة التي يتعرّض لها المسجد الأقصى متوزّعة على عدّة محاور، منها المحور الإداري، فلا يوجد أدنى تحكّم اليوم للمسلمين بمسجدهم المبارك هذا، أمّا على الصعيد الفكري فإن الأعداء يحاولون وبشتى الطّرق فصل المسلمين عن المسجد المبارك، ويحاولون تصوير هذه البقعة والأرض التي يتواجد عليها المسجد الأقصى بأنّها قطعة أرض عاديّة حالها كسائر الأراضي التي تتواجد عليها المساجد، وذلك حتّى يتسنّى لهم العبث به كما يشاؤون وكما يحلُو لهم.
لم يكن المسجد الأقصى في يوم من الأيّام ومنذ أن أَرسل الله تعالى نبيّه ورسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – كباقي المساجد المنتشرة هنا وهناك، بل هو ذو أهمية وفائدة عظيمة عند كافّة المسلمين، ولهذا السبب فجميع أعداء الأمة يحاولون بشتّى الطرق ووسائل أن يجرِّدوا المسلمين من هذا المكان الطاهر، فبمجرّد أن يتم تسليمهم المسجد الأقصى، سيحلو لهم العمل وبشتّى الطّرق والوسائل على أن يسيطروا ويُحكِموا السيطرة ليس على المسجد الأقصى فحسب، بل على كل الأراضي الفلسطينيّة وعلى كل الأراضي العربيّة والإسلاميّة، فالطّمع الصهيوني لا حدود له، لهذا السّبب فإنه ينبغي على الأمتين العربية والإسلاميّة أن تتّخذ احتياطاتها من هجمات هذا العدو، وأن تحاول بشتّى الطرق ووسائل النهوض والعمل من أجل أن ترتقي بوضعا وحالها إلى وضع وحال أفضل.