يقع حصن الفهيدي في الناحية الجنوبيّة من خور دبي؛ أي في الوسط من المنطقة البريّة لدبي بالقرب من ديوان الحاكم. ويرجع تاريخ بنائه إلى سنة 1787 ميلاديّة، وهو يعتبر من أقدم المباني التي ما زالت قائمة في دبي، وقد كان الهدف من بنائه هو حماية المدينة من المخاطر، وقد كان مقراً للحكم في الدولة، واستمرّ كذلك حتى عام 1896 ميلاديّة؛ إذ قد تَمّ نقل مقر الحكم إلى منطقة الشندغة، ومن ثُمّ تَمّ استخدام هذا الحصن كنقطة للدفاع عن المدينة، وكذلك كنقطة للمراقبة والتنبّه لوجود الخطر واقترابه من المدينة، وقد ساعد في ذلك وجوده بوسط دبي، وفيما بعد تَمّ تحويله لسجن وكمستودع للأسلحة والذخائر. تبلغ مساحة هذا الحصن حوالي 1,535 متراً مربّع، وله ثلاثة أبراج للدفاع اثنين منهما يتمتّعان بشكل دائريّ، والثالث ذا شكل مربع، وبني من الحجارة البحريّة، وقد تَمّ طليها بالجبس، وسقفها مصنوع من جذوع النخل المرتبطة مع الخشب.
وقد قام الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله بافتتاح هذا الحصن بعد إعادة ترميمه، ولكن ليس كحصن هذه المرة؛ بل كمتحف متكامل لتاريخ وتراث دبي. وقد تَمّ البدء بالترميم في عام 1970 ميلاديّة، وذلك لأنّ له أهميّة تاريخيّة عظيمة تعود على هذه البلد، وأعيد بناؤه باستخدام المواد الأصليّة التي استخدمت في البداية لبنائه. ومن المعروضات والتحف الأثريّة الموجودة هناك الأدوات والمعدّات وغيرها من تلك التي صنعت من الخزف والفخار والنحاس، وقد تَمّ العثور على هذه الآثار في داخل قبور يعود تاريخها إلى ما يُقارب الثلاثة وأربعين آلاف سنة.
ولم تقف أعمال الترميم والإنشاء على الحصن وحسب؛ بل تَمّ إنشاء متحف جديد تحت الأرض وذلك في سنة 1995 ميلاديّة، وفي هذا المتحف حرص القائمون عليه على أن يظهروا الحياة التقليديّة القديمة لسكّان دبي، فبدى ذلك واضحاً من المساكن والأسواق والتجمعات التجاريّة، وكذلك المساجد الّتي اتخذت الطابع التقليدي القديم لدبي، وكما حرصوا أيضاً على أن يوضّحوا نمط حياة التجمّعات الزراعية وخاصّةً في الواحات، وذلك من حيث المزروعات التي عرفت بها والأنماط والأساليب القديمة المتّبعة في الري. ولم يكتفوا بذلك؛ بل أضافوا الأنماط التي تميّزت بها المدن وتجمّعاتها الساحليّة البحريّة مع إظهار طبيعة المهن التقليديّة التي عمل بها سكانها من صيد بحريّ، والغوص، وصناعة السفن البحريّة. ويتّبع المتحف طريقة عرض التحف الأثريّة بناء على الحقبة التاريخيّة والزمن الّذي وجدت به، والّتي مرّت على هذه المنطقة، وهي تبدأ من عصور ما قبل الميلاد وعصر الحضارة العربيّة الإسلاميّة وهكذا.