موقع هرم الهرمل
يقع هرم الهرمل إلى الجنوب من مدينة الهرمل اللبنانية، حيث يبعد عنها قرابة العشرة كيلو مترات تقريباً، وتعتبر الهرمل مركز القضاء المعروف باسمها، في محافظة بعلبك الهرمل، حيث تقع إلى الشمال الشرقيّ من الأراضي اللبنانية، إذ تبعد عن بيروت العاصمة قرابة المئة وثلاثة وأربعين كيلو متراً تقريباً.
بناء هرم الهرمل
هرم الهرمل أو كما يعرف باسم الخازوق، أو قاموع الهرمل، هو بناء هرمي الشكل تقريباً، يرتفع حوالي ستة وعشرين متراً فوق سطح الأرض، وهو مبنى من كتلة واحدة فقط، لا يوجد له أي باب أو منفذ، ويقدر طول قاعدة هرم الهرمل بنحو حوالي متر وأربعين سنتيمتراً تقريباً، وهي مكوّنة من طبقات ثلاثة مكونة من مادّة الرخام الأسود، تعلو هذه القاعدة طوابق ثلاثة كالتالي:
- طابق سفلي له شكل المربع، يرتفع بمقدار سبعة أمتار وثمانين سنتيمتراً تقريباً، وهو مزدان بالنقوش التي تحيطها الأعمدة من كافّة جهاتها.
- طابق أوسط له شكل المربع، وارتفاع يقل عن ارتفاع السفلي بنحو ستين سنتيمتراً، وقد تمّ تزيين جهاته الأربعة بالأعمدة الجميلة والمتناسقة.
- طابق علويّ له شكل الهرم، يرتفع بنحو تسعمة أمتار وستين سنتيمتراً تقريباً، وقد زين باللوحات الفنية الجذّابة والتي حفرت على جدرانه، كما زُيّن هذا الطابق بصور منقوشة، ووجوه لعدد من الملوك، حيث يرمز عدد منها إلى عملية صيد الخنازير، والحيوانات البرية الأخرى، إلا أن كافة الصور والرسومات التي وجدت منقوشة على هرم تخلو من وجود الصيادين، وهذه علامة فارقة في هذه الرسومات، حيث تمّ استبدال الصيادين بأدوات الصيد من رماح، وأسهم، وغيرها، إلى جانب الكلاب وهو ما لم يستطع علماء الآثار تفسيره إلى يومنا هذا.
يرجع هرم الهرمل إلى زمن حكم الدولة الرومانيّة لهذه المنطقة، حيث ترجع تسمية البلدة إلى جذور آرامية، إذ تعني هذه الكلمة هيروم أو هرم الإله، وهيروم مشتقة من اللغة الإغريقية، وتحديداً من أروما، إحدى المفردات الإغريقية، والتي تعني طيب الله، أو واحة الصيادين، وقد سميت بهذا الاسم بسبب كثرة أنواع الحيوانات التي كانت تتواجد في هذه المنطقة، أما كلمة الهرمل في اللغة العربية فهي تعني المرأة الطاعنة في السن في حالة الاسترخاء، كما تعني الناقة كبيرة السن أي الهرمة.
هناك العديد من الأخبار والتكهنات التي ارتبطت بشكل أو بآخر بهذا الهرم، فمما تم تناقله وتداوله أن بناء هذا الهرم جاء لتكريم ابن أحد ملوك دولة الفرس، حيث مات صريعاً على يد خنزير بري خلال رحلة من رحلات صيده، حيث يعتقد أنّ هذا المكان الذي بني فيه هذا الضريح هو ذات المكان الذي لاقى فيه الابن حتفه.