تعتبر ثورة الضباط الأحرار من الثورات التي غيرت تاريخ مصر الحديث، فهي شكّلت عاملًا رئيسيًا من انتقال نظام الحكم من نظام التوريث الملكي إلى النظام الجمهوري، وحكم الشعب على يد ضباط الجيش، والأهمّ من ذلك هو انتقال سلطة الجيش من يد الملك أو الحاكم واستقلاله كسلطة بذاته تابعة للوطن تحرص على ما فيه أمن ومصلحة الشعب لا الحاكم.
ثورة الضباط الأحرار قامت على يد مجموعة من ضباط الجيش الذين قاموا بتأسيسها بشكل سري في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، سبب ذلك سوء الحال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي كانت تمر به مصر إثر حكم الملك فاروق وتدخل الإنجليز.
قامت ثورة الأحرار عام ألف وتسعمائة واثنان وخمسون، بقيادة جمال عبد الناصر بمعاونة أنور السادات وعبد الحكيم عامر وآخرين، أمّا الما هى اسباب التي دفعت هؤلاء الضباط بشكل أوضح هي:
وُضعت الخطة للقيام بالثورة، حيث قام الضباط بالاستيلاء على الإذاعة المصرية، وإحاطة قصر الملك من جميع الجهات واقتحامه، ومن ثمّ إجبار الملك على التنازل لولي العهد أحمد فؤاد بعد أن لاقت الثورة دعمًا من قبل الشعب المصري الذي خرج مناصرًا لها، أعطى ذلك دفعةً للجيش للقيام بإنهاء النظام الملكي وبدء عهد نظام حكم جمهوري بتعيين الرئيس محمد نجيب، لم تتحقق أهداف الثورة كاملة، فتمت إقالة محمد نجيب فتمّ تعيين عبد الناصر كرئيس مصر، كان عهد جمال عبد الناصر هو الفترة الذهبية لحكم مصر، فتحقق ما أُقيمت لأجله الثورة. تبنّى عبد الناصر الفكر الاشتراكي، وحرص على إقامة اللحمة العربية، وإنهاء أيّ دورٍ للاستعمار في الدول العربية، كان عبد الناصر ذو رؤية ذهبية للوضع العربي الإقليمي، ويملك من البصيرة ما يكفي لتنصيبه كاحسن وأفضل رئيس عربي، كانت علاقة عبد الناصر علاقةً وثيقة مع الاتحاد السوفييتي السابق.
عرفت الثورات حول العالم بإراقة الدماء وانتشار الفوضى وحالة من التخلخل الأمني وزعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي، إلّا أنّ ثورة الأحرار كانت على عكس ما ذكر تمامًا، كانت ثورة لم تسل فيها قطرة دمٍ واحدةٍ، ذات خطة معدة بإتقان، وتمّ تنفيذها بشكل متميز. عاشت ذكرى هذه الثورة حتّى يومنا هذا، وستبقى محفورة إلى الأبد؛ لأنّ ما لاقته هذه الثورة من نصرة الشعب والمضطهدين المصريين الذين ينتمون للطبقات الفقيرة، ولأنهم هم من شكّل ركيزة دعم لاتخاذ الخطوة الأكبر في إنجاح هذه الثورة، بالإضافة إلى نشوء هذه الثورة على أيدي أشخاص ذوي عقلية شابة ورؤية لا تنحصر بين أربع أرجل لكرسي الحكم، بل كانت أوسع من مساحة مصر نفسها، امتدت لتطال الوحدة العربية والقومية والتحالفات الدولية الإقليمية والبعيدة.