اعتبرت بلاد الجزائر من أكثر المدن العربية التي واجهت المحن ، ووقفت ببسالة في وجه المعتدي تحاربه بكل شراسة ، وتدعي عليه بكل الطرق ووسائل المتاحة ، فلم يتبقى أحد في بيته ، الكل خرج لملاقاة العدو ، وقتاله ،و استرجاع الأرض المستباحة ، التي تدنست بفعل الحياة الكئيبة التي فرضها الاستعمار الفرنسي على البلاد ، ووقف البلاد تواجه أزمة الإستعباد ، ولم تستطع الانتهاء والتخلص من استعمار كائد ، واجه أصحاب الأرض بكل الطرق ووسائل المتاحة ، من مال وعتاد ، وجيوش جبارة ، وكافة أنواع الأسلحة المسموح بها والمحرمة دوليا على حد سواء ،وكان الهدف من ذلك ارعاب المواطنين ، وإرهابهم ، وتدمير ما تبقى من كرامة أحاط بها الاحتلال ، وأعاث بها فسادا ، فكان لا بد من الوقوف وقفة رجل واحد النساء قبل الرجال ، والأطفال قبل الشيوخ ، ليستعيدوا وطنهم المسلوب ، ويعملوا على ايجاد الفرصة الحقيقية التي تساند الوطن ، وترجعه لأصحابه سالما منعما ، فالجزائر هي بلد المليون شهيد ، قدمت العديد من العظماء ، والمتفانين في سبيل الدعوة ، وبقيت محط أنظار العالم ككل ، ورغم ذلك لم يرهبها الاستعمار ،و لم يضعف عزيمتها ، وبقوا على الدرب يد رجل واحد ، تقاتل بشراسة ، وتستلهم الأرواح في سبيل نيل الاستقلال
.
عبد القادر الجزائري :
وهو أحد الثوار الجزائريين ، قاوم بكل ما أوتي من بسالة ، وشراسة ، وعمل على توحيد الصفوف من أجل النيل من الإحتلال ، وتكبيده أقصى الخسارة ، فعمل على إنشاء جيش متكامل، كان له الفضل في العديد من العمليات التي اصطادت الإستعمار في كمائن متعددة ، ودمرت العديد من المعدات والأفراد ، حتى استدعى الإستعمار وحدات اضافية قامت بملاحقة هؤلاء الشباب ، واغتالتهم بعد أكثر من عشر محاولات منهم للفرار ، ليكونوا مجموعة من الكرام الذين ضحوا في سبيل نيل الحرية والكرامة والإستقلال ، وبقي اسم عبد القادر الجزائري مثالا يحتذي به حتى يومنا هذا ، وخاصة بعد أن قاموا بتسميته على ميدان من أكبر الميادين .
جميلة بوحيرد :
ومن منا لم يسمع عن هذه الصبية المجاهدة ، التي لم تتعدى الواحد والعشرين عندما وقفت وحملت السلاح في وجه الإستعمار الفرنسي ، تطالب برحيله برجولة الأبطال ، وعزيمة الثوار ، عملت في صفوف المجاهدين ، وخرجت أكثر من مرة في الصفوف الأولى لتواجه الإحتلال ، وقام الإستعمار الفرنسي باعتقالها ، وتعذيبها ، ولكن ذلك يم يثنيها عن الدفاع عن شرفها ووطنها ، وبقيت مرابطة حتى اندحار الإحتلال الذي استمر أكثر من قرن من الزمان ، وبقيت جميلة بوحيرد شاهدة على التاريخ العريق ، الذي ما زال يذكرها حتى اليوم .