عاش الإنسان القديم في البدايات لوحده، معتمداً على قوته الذاتية ومهاراته التي يطورها لأجل البقاء، فكان هذا الإنسان القديم في بداياته قاطف ثمار، ومع مرور الزمن لجأ للصيد، ليوفر مصادر غذائية أكثر، وعبر الزمن طوّر أدوات الصيد فبات يلجأ للحجارة التي يجذبها ويجعلها محدبة الرأس أو على شكل مطرقة لاستعمالها في الصيد فضلا عن تأمين حماية لنفسه عبر التغلب على الحيوانات ذات الأنياب والمخالب ، مع مرور الزمن بدء الإنسان وبعض الحيوانات غير المفترسة يقنطنون ذات المساحات الأرضية ، ليبتعدوا عن مناطق الحيونات المفترسة، ومع مرور الوقت بات الإنسان صديقاً للحيوانات التي تشاركه مساحة العيش، وبالتالي بات كل من الإنسان والحيوان يعتمدان على بعضهما معيشيا، فيقدم الإنسان بعض الطعام لهذه الحيوانات كالكلاب مثلا ، وتقدم الكلاب الحراسة له والمساعدة في حال داهمه خطر ، في هذه الأوقات بدء يظهر مفهوم وتعريف ومعنى الحيونات المستأنسة ، وهي التي تختار أن تكون قريبة من الإنسان وفي رعايته .
بعد هذا الإستئناس تبيّن الإنسان الفائدة التي يمكنه الحصول عليها من الحيوانات الأليفة ، فبدء هو بتجميعها وتربيتها حتى أصبح الإنسان الذي يمتلك الكثير من الحيوانات المستأنسة صاحب ثروة تؤمن له الأمن الغذائي وتساعده بالحصول على الأمن المعيشي ، فبنا مناطقه ومساكنه وخصص جزء من هذه المساكن لحيواناته ، وهنا بدء التدجين يصبح ذات وجود حقيقي في الحياة البشرية . وتنوعت أنواع التدجين لتشمل قدر كبير من الحيوانات كالبقر بأنواعها ، والدجاج، والبط ، والثيران ، والأحصنة الخ .. وبات مصطلح حيوان داجن تعريفا للحيوان الذي يعيش في رعاية الإنسان ويقدم له منتوجاته في علاقة تبادلية بين الاثنين ، ولكن بما أن الإنسان صاحب العقل وبذلك فهو متطور عن هذه الحيوانات فقد عمد إلى تحسين هذه العلاقة لصالحه، فبدء يعمد إلى اقتناء حيوانات غير مستؤنسة ويجبرها على الإستئناس عن طريق الترويض ، وفي حال تم الترويض فإن أبناء هذا الحيوان المروض سيكونون في خدمة الإنسان أيضا ، عدا عن استخدام الإنسان علم الجينات للتغير من صفات الكائنات بحيث يغير بخصائصها الجينية لصالحه .
تنقسم الحيوانات الداجنة إلى قسمين ، حيوانات داجنة منتجة ، وحيوانات داجنة أليفة لأغرض أخرى ، والقسم الأول يضم الحيوانات التي يستفاد من لحمها وحليبها وبيضها وغيره ، أمّا القسم الثاني فهو بداية يبتدء بالإستفادة من قوّتها في الصيد وجر العربات والحراثة ، وينتهي بأغراض المصادقة كتربية القطط .