سخّر الله سبحانه و تعالى الحيوانات لفائدة البشر و تسهيل حياتهم و تيسيرها ، فقد استخلف الله سبحانه و تعالى آدم في الأرض و يسّر له سبل العيش فيها ، فأخرج من الأرض النّبات الذي ينتفع الإنسان منه في مأكله و مشربه ، بل و يستفيد من ظلّه فترى المسافر قديماً و ابن السّبيل إذا تعب من المسير استظل تحت شجرةٍ ليخفّف عنه عناء رحلته ، فالأرض مسخرةٌ بجميع ما فيها من مخلوقاتٍ لخدمة الإنسان ، و قد تغيب عنّا الحكمة في خلق بعض الكائنات لتتبيّن فائدتها فيما بعد ، فكلّ شيءٍ في الكون خلقه الله بقدرٍ و حكمةٍ .
و يستفيد الإنسان من الحيوانات في كثيرٍ من جوانب حياته ، فقد كان الإنسان القديم و قبل اختراع وسائل الرّكوب الحديثة يستخدم الحيوانات كالحصان و الحمار ركوباً له ، فينتقل بها من بلدٍ إلى بلدٍ ، بل و يحمل عليها متاعه ، و حديثاً و إن قلّ استخدامها لذلك إلا أنّه في كثيرٍ من الأرياف ما تزال تستخدم هذه الحيوانات لغرض الرّكوب أو حمل المتاع و البضائع .
و من الحيوانات ما يستفيد الإنسان من أشعارها و أصوافها و أوبارها فيصنع منها الملابس و الأثاث و مايزيّن به بيته ، كالأنعام و حيوان الدّب و غيرها ، و من هذه الكائنات ما تفرز الحرير كدودة القزّ و قد علمنا فائدة هذه المّادة في صنع أفخم الملابس و أرقّها و أكثرها نعومةً في الملمس و قد أباح الله سبحانه الحرير لنساء الأمّة و حرّمه على رجالها .
و من الحيوانات النّحل و فائدته عظيمةٌ كبيرةٌ بما ينتجه من مادة العسل الذي هو شفاءٌ و علاجٌ لكثير من الأمراض ، و في أكله بركةٌ بل و إنّه مما حثّ عليه النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم و أمر بالتّداوي به .
و هناك من الحيوانات ما تستخدم في الحراسة كالكلاب ، و قد تستخدم الكلاب و الطّيورالجارحة للصّيد أيضاً ، و حديثاً أصبح استخدام الكلاب من قبل رجال الشّرطة لاكتشاف الجرائم ، فعندها حاسّة شمٍّ كبيرةٍ .
و هناك فائدة ٌكبيرةٌ لا نغفلها هي فائدة الأكل من لحوم الحيوانات ، فكثيرٌ منها كالأنعام و الغزال و كلّ حيوانٍ لا يملك ناباً أو مخلباً قد أباحه الله سبحانه و تعالى للبشر لينتفعوا منه في مأكلهم و بما ينتجه من لبنٍ ، فالحيوانات هي نعمةٌ من نعم الله سبحانه و تعالى على البشر و واجبٌ على الإنسان حسن شكرها .