البحث العلمي
يدخل البحث العلمي في كافَّة أنواع الحقول المعرفية؛ فكلُّ العلوم اليوم تحتاج إلى باحثين متفرِّغين يقومون على تطويرها، ويعملون على إضافة كلِّ تعرف ما هو جديدٍ إليها. تكمن أهميَّة البحث العلميِّ في أنَّه يجعل العلوم -خاصَّةً الإنسانيَّة منها- خاضعةً لمعيار الزمان؛ فبعض أنواع العلوم قد توقفت عقارب ساعتها عند القرون الوسطى، الأمر الذي سبَّب الكوارث الكبيرة، فالعلوم يجب أن تخضع للتغيير والتبديل في إطار ما يُسمَّى بالبحث العلميِّ، الذي يعمل تحت القواعد التي بُني العلم عليها، مراعياً الشرطين الزّماني والمكاني.
تختلف الطرق ووسائل المتَّبعة في إجراء البحوث العلمية من علمٍ إلى علمٍ آخر، وهذا الاختلاف نابعٌ من اختلاف طبيعة العلوم، فلكلِّ علمٍ ما يميِّزه عن العلم الآخر، حتَّى لو كان هناك تشابهاً في المضمون والمحتوى العلميِّ لكلٍّ منهما. ولكن ومع وجود الاختلافات في الطرق ووسائل والتي تتبع للاختلاف في المحتوى، إلَّا أنَّ هناك العديد من الأمور المشتركة بينها.
النقطة الأهم من كلِّ ما سبق، هو أن يتحلَّى الباحث بأخلاقيَّات البحث العلمي؛ إذ يجب على الباحث أن يتَّصف بالصدق، والأمانة، والحياديَّة، وأن يعمل بكلِّ ما أوتي من جهدٍ وقوَّة لاستجلاء الحقيقة، فالباحث لا يجب أن يكون متقاعساً، فهو يعمل في أكثر المجالات التي يحتاج النَّاس إليها في كافَّة الأمكنة والأزمنة؛ إذ إنَّ البحث العلمي هو سبيل التطوُّر والرقي.
طرق ووسائل البحث العلمي
تمَّ تقسيم طرق ووسائل البحث العلمي إلى الطرق ووسائل العامَّة والطرق ووسائل الخاصَّة، وفيما يلي تفصيلُ كلِّ واحدٍ منهما.
- الطرق ووسائل العامَّة: تشمل هذه الطرق ووسائل كافَّة أنواع العلوم المختلفة؛ حيث ترسي هذه الطرق ووسائل القواعد لتنظيم عناصر البحث، وإظهار ترابطها مع بعضها البعض، بالإضافة إلى كون هذه الطرق ووسائل هي التي تتيح الفرصة لإظهار المبادئ العلميَّة التي تمَّ توظيفها في هذا البحث، كما أنَّ هذه الطرق ووسائل هي التي يستجلي من خلالها كلُّ من يطَّلع على البحث التسلسل المنطقي لكافَّة الأفكار التي يستعرضها ويبحث فيها هذا البحث.
- الطرق ووسائل الخاصَّة: تختصُّ هذه الطرق ووسائل بأنواعٍ معيَّنة من العلوم؛ فلكلِّ علمٍ من العلوم طريقةٌ خاصَّة في البحث العلميِّ، تنبع وتنبثق من خصوصيَّة العلم وطبيعته التي يتفرَّد بها. من أبرز الطرق ووسائل الخاصَّة بعلومٍ معيَّنة: البحث العلمي في الهندسة والرياضيات، والعلوم التاريخية، والعلوم الدينية، وعلوم اللغة العربية، وكافَّة أنواع العلوم الأخرى.
كخلاصةٍ للموضوع، نرى أنَّ الأبحاث العلمية كلها تشترك فيما بينها بطريقةٍ عامَّة تستند عليها؛ حيث تتضمّن هذه الطريقة طرق وخطوات منهجيَّة يمكن أن تفضي في نهاية المطاف إلى نتيجة معقولة، بينما وفي الوقت ذاته تنفرد هذه الأبحاث كلّ منها على حدة بخصوصيتها التي فرضتها طبيعة العلم الذي يدور البحث في فلكه.