سيبويه
هو إمام نحاة اللغة العربية، وهو عمر بن عثمان بن قنبر الحارثي البصري، وأطلق عليه لقب سيبويه وتعني رائحة التفاح الطيبة، ويعتبر أول من اهتم بعلم النحو ومؤسسه، وتعود أصوله إلى الفارسية، ويكنّى بأبي بشر، وتتلمذ على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي ويونس بن حبيب وأبي الخطاب الأخفش وغيرهم، ولد في عام 148هـ في الدار البيضاء في مدينة شيراز الإيرانية، ويعتنق الديانة الإسلامية.
دأب على دراسة علوم الفقه والحديث، واهتم بدراسة علم النحو، وجاءت تسميته بسيبويه اشتقاقاً من صفاته الشكلية إذ كان ابيض اللون ذات خدود محمرة تشبه التفاح، وفي أقاويل أخرى بأن أمه كانت تقول له سيبويه وهي تداعبه.
سيرة سيبويه
نشأ سيبويه وترعرع في كنف أسرة ذات أصول فارسية في مدينة البصرة في العراق بعد أن انتقلت أسرته إليها للعيش بها قدوماً من بلاد فارس، وكان مولى لآل الربيع بن زياد، وقيل بأنه كان تلميذاً يتعلم أمور الفقه والحديث إلا أن حمّاداً بن سلمة البصري قد تصيّد له الخطأ وأوقعه به في أحد الأحاديث، فقرر العزوف عن ذلك والاتجاه نحو دراسة علم النحو.
تتلمذ إمام النحاة سيبويه على يد كوكبة من الشيوخ في عصره ومنهم حماد بن سلمة، واستمد من أستاذه وشيخه الفراهيدي قوة الإرادة والإصرار، فرافقه فترة طويلة وتأثر به كثيراً، وتعلم منه كل علوم النحو والعربية، بالإضافة إلى ما تلقاه من الشيوخ يونس بن حبيب، وعيسى بن عمر، وبذلك بدأت ثقافته المتنوعة بالتوسع، فتعمق بعلم النحو والصرف وأصبح اسمه مقترناً بهما.
انتقل بعدها إلى بغداد واجتمع بشيخ الكوفيين الكسائي ودارت بينهما مناظرة تحت عنوان المسألة الزنبورية، وكان النصر حليف الكسائي، وعاد بعدها سيبويه إلى مسقط رأسه بلاد فارس، ومن أبرز من تتلمذ على يد سيبويه قطرب، وأبي الحسن الأخفش، وكان السبب وراء قلة تلامذته هو وفاته في ريعان الشباب.
إنجازات سيبويه
يعتبر الكتاب الذي أوجده سيبويه إرثاً عظيماً في تاريخ اللغة العربية، ويحمل عنوان "الكتاب" ويحظى هذا الكتاب بأهمية وفائدة كبيرة ويعتبر بمثابة دستور للغة الضاد، إذ استنبط منهجاً خاصاً به، ويتألف الكتاب على تسعمائة وعشرين صفحة أو أكثر مصنفة إلى أبواب وأقسام، فكان الجزء الأول يتمحور حديثه عن مباحث النحو، والجزء الثاني يبحث في الممنوعات من الصرف وعلوم الصرف، إلى جانب عدة أمور نحوية من أهمها تعريب اللغة الأعجمية، ومباحث الأصوات العربية، والشعر العربي وضروراته وغيرها.
وفاة سيبويه
وافت المنية سيبويه في ريعان الشباب، وكان ذلك في سنة 180 هـ، ويعود سبب الوفاة المبكرة إلى إصابته بمرض في معدته أصابها بخلل بعملية الهضم واضطرابه، فمات على أثرها في قرية البيضاء في شيراز الفارسية.