البحث العلمي هو ذلك الأسلوب المنظّم الذي يهدف إلى التحقيق في المسائل العلميّة التي تثير إشكالات وأسئلة في عقل الإنسان، ممّا يجعله قادراً على إيجاد النتيجة المنطقيّة والتي ترضي عقله وضميره. يتميّز البحث العلمي بالصرامة العلميّة والتحقيق الدقيق والمسهب في مختلف القضايـا بالإضافة إلى أن البحث العلمي يتميّز بالحياد والموضوعيّة، فلا يجوز إطلاقاً – كما يجري في دولنا – أن يكون الرأي المسبق المتأثّر بالعادات الاجتماعيّة والعقل الجمعي والآراء الأخرى لمن تمّ تصنيفهم على أنّهم من الثقات في المجتمع هو المسيطر، فهذا لا يعد بحثاً علمياً وإنّما احتجاجاً ونصرة للرأي المسبق على ما سواه من الآراء، فالبحث العلمي الدقيق المحكم الرّصين والذي يتّبع نهجاً واضحاً يكون بتحييد كافة الآراء والأفكار والمعتقدات المكتسبة مسبقاً، ومن ثمّ العمل على الالبحث عن النتيجة والفكرة الصحيحة مرّةً أخرى.
البحث العلمي هو من أعظم الأدوات التي يمكن أن تعود بالنفع والفائدة على الأمم والدول المختلفة، نظراً لما تحقّقه البحوث العلمية من تقدّم على كافة الصعد وتطوّر في مختلف التقنيات والعلوم والنظريات المقترحة الموجودة على أرض الواقع. ومن هنا فإنّ تعلم منهجية وطريقة البحث العلمي هي أساس العمليّة التعليمية، وأوّل شيء يجب أن يتمّ تدريسه وتعليمه لكافّة من يختارون التعليم الأكاديمي طريقةً لإكمال مسيرة حياتهم.
مراحل البحث العلمي
المرحلة الأولى من مراحل البحث العلمي هي وجود سؤال حقيقيّ بحاجة إلى جواب عنه، ثمّ بعد ذلك تأتي المرحلة الثانية والتي يتوجّب أن يكون فيها تحديد واضح للكتب التي يتوّجب الرجوع إليها من أجل استقاء المعلومات منها بعد جمع المعلومات والآراء والفرضيّات المختلفة حول الموضوع الّذي يتمّ البحث عنه فإنّه يتوجب أن تكون هناك نظرةٌ وافية لكلّ فكرة من الأفكار أو لكلّ رأي من الآراء؛ بحيث يتم تحليل هذه الآراء أو المعطيات بناء على الأدوات المتاحة والتي تختلف باختلاف العلوم المختلفة ممّا سيساعد الباحث على الوصول إلى المعلومة النهائية والرأي الأرجح في هذه المسألة، وبالتالي إيجاد الجواب النهائي عن السؤال الذي كان يدور في عقله.
ويجب ألّا ينسى الباحث عمليّة تدوين كافّة المصادر التي رجع إليها في سعيه وراء الجواب، لأنّ عدم ذكر أي مصدر يعدّ خيانةً للأمانة العلمية التي يجب أن تكون من أشد ما يحرص عليه الباحث الذي يسعى وراء الحقيقة، وهو يدلّ على تدنّي المستوى الأخلاقي عند الباحث، ممّا يجعل أبحاثه غير معترف بها على الصعيد العلمي.
